منذ السبت الماضي، يتردّد اسم منال ابتسام على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر منصّات إعلامية عربية وغربية وحتى إسرائيلية، والأسباب كثيرة. بداية، لفتت الشابة المولودة في مدينة بيزنسون الفرنسية لأب سوري ــ تركي وأمّ مغربية ــ جزائرية الأنظار بإطلالتها المميّزة عبر شاشة TF1 الفرنسية خلال مرحلة الـ Auditions à l’Aveugle (المعروفة عربياً بـ«الصوت وبس») ضمن الموسم السابع من النسخة الفرنسية من برنامج «ذا فويس».
بصوت جميل جدّاً، أدّت الصبية البالغة 22 عاماً أغنية «هللويا» الشهيرة للفنان الكندي الراحل ليونادر كوهين (1934 ــ 2016 ـــ تخلّلت مسيرته المهنية الاستثنائية وصمة عار تمثّلت في تأييده لـ«إسرائيل»)، تبعها مقطع بالعربية بعنوان «يا إلهي». إلى جانب قدراتها الصوتية الكبيرة التي دفعت كل أعضاء لجنة التحكيم إلى الاستدارة، جذبت منال الناس بوجهها الملائكي وبحجابها وملابسها الإسلامية العصرية، قبل أن يحتفي بها عدد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي ومئات الحسابات الافتراضية والمواقع الإلكترونية على أساس أنّها سورية الأصل، ويتعاملوا مع تألّقها على أنّه «منجز سوري ثري»، رغم أنّ منال ربّما لا تعرف شيئاً عن هذا البلد (الأخبار 5/2/2018)!.

تعرضت لحملة عنيفة على السوشال ميديا بسبب أغنيتها «ابتسمي فلسطين»

لكن خلال الساعات الماضية، كانت ابتسام التي اختارت الانضمام إلى فريق المغني اللبناني ــ البريطانية «ميكا» عرضة لحملة عنيفة على السوشال ميديا، قادتها أبواق مؤيدة للصهيونية وأخرى تعاني رهاب الإسلام اتهمتها بأنّها «متآمرة تنتمي إلى الإسلام المتطرّف». جاء ذلك على خلفية مواقف عدّة نشرتها منال على فايسبوك وحذفت حالياً، بعضها مؤيد لفلسطين كأغنيتها «ابتسمي يا فلسطين» (souris palestine) التي حصد كليبها عدداً كبيراً من المشاهدات على يوتيوب، وبعضها الآخر مشكّك بمسؤولية متشدّدين إسلاميين عن الهجمات الإرهابية التي وقعت في نيس في صيف عام 2016. «الحكومة هي الإرهابية الحقيقية»، كتبت منال في آب (أغسطس) 2016، كما سخرت من وجود بطاقات الهوية بحوزة منفذي الاعتداءات. و«أُخذ» على منال أيضاً أنّ أشخاصاً مؤيدين لـ«حركة مقاطعة «إسرائيل» وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات» (BDS) شاركوا فيديو أغنيتها بكثافة عبر حساباتهم وصفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي!
أما المتحدّثون بلسان الـ«إسلاموفوبيا»، فانتقدوها بسبب مشاركتها صوراً من منظمة BarakaCity الإسلامية غير الربحية، أثناء الترويج لأحد كتب الداعية المعروف طارق رمضان، علماً بأنّ الأخير موصوف بأنّه «الداعية الإسلامي المعتدل» وشكّل منذ سنوات هدفاً واضحاً لتيار فرنسي ــ أوروبي واسع بسبب مواقفه السياسية، ويواجه حالياً اتهامات بقضايا «اغتصاب وتحرّش وعنف جنسي». وأشار المنتقدون كذلك إلى دعم منال لمؤسسة Lallab الفرنسية التي «تدافع عن أصوات النساء المسلمات»، وفق ما ذكرت وسائل إعلام عدّة؛ من بينها موقعMiddle East Eye.
بغض النظر عن كل ذلك، من الواضح أنّ الصبية التي لا تخفي تأييدها لفلسطين وفخرها بحجابها «الذي لن تروني من دونه» وفق ما قالت لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، «تعاقب» حالياً في ظلّ تخوّفات من أن يؤدّي الأمر إلى إعاقة تجربتها في «ذا فويس»، على الرغم من موهبتها!