بالتوازي مع «كلام الناس»، لم تكن حلقة «العين بالعين» أول من أمس على «الجديد»، أقل صخباً رغم إثارتها قضية فيلم The Post لستيفن سبيلبرغ. لعلها كانت أشد سوءاً في إفرازها خطاباً عاد بنا إلى زمن الحرب الأهلية وما بعدها. حلقة استضاف فيها الإعلامي طوني خليفة، كلاً من عضو المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر»، ناجي حايك، والصحافية سكارليت حداد، الى جانب الصحافي علي حجازي.
قبل هذا النقاش، طرح خليفة قضية الدعوى المقدمة ضد هشام حداد، متسائلاً عن سببها، وعن استنسابية القضاء في التعاطي مع الإعلام. طرح أمثلة عدة في هذا المجال كقناة «العربية» التي دأبت على إهانة رؤوساء الدولة اللبنانية، مروراً بنديم قطيش وسخريته من كلام السيد نصر الله، وصولاً الى كاريكاتور (رسم كارلوس لطوف) «الأخبار» الذي اعتبره الإعلامي اللبناني، مسيئاً إلى ولي العهد محمد بن سلمان. ومع أنّ خليفة ظل يكرّر بأنه يعارض استجلاب أي إعلامي الى القضاء، إلا أنه بطريقة غير مباشرة، وضع هذه المضامين، التي يجب أن تندرج ضمن إطار حرية الصحافة، في خانة الضوء، وربما «الوشاية»، وضمن سياق لا يمتّ لها بصلة.
الفقرة المخصصة للحديث عن «ذي بوست»، تحولت فجأة، الى حفلة تصفية حسابات، وخرج منها كلام، اعتقدنا أن الزمن قدّ مرّ عليه. كان لافتاً، كلام حايك، الذي ساوى سوريا بإسرائيل، من خلال الكلام عن «تدمير السوريين للأشرفية على رؤوسنا». تحدث كونه «ابن الأشرفية»، ليستجلب خطاباً أقرب الى «القوات»، منه الى «العونيين». كرر بأن «السوريين والفلسطينيين قتلونا»، وأضاف أنهم (كـ «تيار») كانوا «مقاومة قبل حزب الله». وأثناء حمّى غضب طبيب التجميل، قال إنّ على لبنان، الخروج من تصويره «بلداً مغلقاً مثل كوريا الشمالية، عبر منع الأفلام»، وربما، الأمر الأكثر إثارة للريبة، ربط هذه العبارة، بـ «حزب الله»، بما معناه: «يكفينا تصويرنا على أننا دولة ورئيساً ندعم حزب الله»، ليزيد الطينة بلّة منع الأفلام! هنا، بدا هذا الربط عشوائياً. الى جانب حايك، برزت أيضاً حداد، التي تحدثت عن فيلم سبيلبرغ، داعيةً الى مشاهدته على أوسع نطاق، بما أنه «يخدم الأيديولوجيا التي ندافع عنها».

* http://www.aljadeed.tv/arabic/program/eye