دمشق | لم يتغيّر شيء في حياة النجم السوري عبد الهادي الصبّاغ (1950 ــ الصورة). ما زال يعيش يوميّاته المعتادة في دمشق، بدءاً من النادي الرياضي الذي يواظب على المدوامة فيه منذ السابعة صباحاً، ليتابع دوامه الثاني اعتباراً من الثامنة والنصف في مكتبه في شارع الثورة العريق، ولو لم يكن لديه شيء يفعله. سيقرأ ويطالع ويحضر نشرات الأخبار على فضائيات عدّة، ويختصر قدر الإمكان من أيّام السفر، لأنّ تجربته في الإقامة خارج الشام هو وعائلته كانت مريرة.
منذ اندلاع الأزمة في بلاده، لاذ الصبّاغ بالصمت لأنّه استشرف المستقبل جيداً، وعرف أنّ لغة العقل لن تنفع، فيما يسيل شلال من الدماء على الأرض. هكذا، اعتذر عن كل اللقاءات الإعلامية، واقتصرت أخباره على ما يدلي به لنا بشكل غير رسمي بخصوص أعماله التلفزيوينة. لكن قبل أيّام، فوجئ نجم «غداً نلتقي» (إيّاد أبو الشامات ورامي حنا) بخبر مفبرك نشره أحد المواقع اللبنانية، ناسباً إليه تصريحاً يفيد فيه بأنه على وشك المشاركة في فيلم «ذاكرة الحنين» (كتابة سامر محمد اسماعيل، وإخراج مجموعة مخرجين شباب هم يزن أنزور، وعلي الماغوط، وكوثر معراوي، وسيمون صفية وإنتاج مؤسسة السينما). وتابع الخبر أنّ الفنان المخضرم عاتب على المخرجين الذين استبعدوه عن بطولة الأفلام السينمائية، واستطرد في تمجيد الورق الذي بين يديه.

يستعد لتجسيد بطولتين سينمائيتين في «عزف منفرد» و«خلص بكفي وجع»

لكن في حديثه مع «الأخبار»، ينفي عبد الهادي الصباغ كلّ ما نسب إليه، مضيفاً: «لم أجر أي حوار مع أي وسيلة إعلامية. كل ما قلته عن هذا الفيلم كان جملة واحدة لكاتبه بأنني أقرأ وأن الورق معقول، وأتمنى أن يكون خيراً، لكنّني عدت لأعتذر عن عدم المشاركة في الشريط بسبب ارتباطي بفيلمين روائيين طويلين، الأول سوري، والثاني لبناني».
إذاً، بعد انتهائه من تصوير دوره في مسلسل «هوا أصفر» (تأليف علي وجيه ويامن الحجلي، وإخراج احمد إبراهيم أحمد)، يستعد الصبّاغ لتجسيد بطولتين سينمائيتين: الأولى ستكون في فيلم «عزف منفرد» (تأليف وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد)، حيث يتقاسم البطولة مع أمل عرفة، وفادي صبيح، ورنا شميّس. عن هذه التجربة، يقول: «ألعب دور رجل مسّن، تقدّم به العمر، ونالت منه الحرب، حتى بات مشرداً في شوارع دمشق، يعثر عليه شاب موسيقي (فادي صبيح)، فيأبى أن يتركه في رحلة تشرّده. يأخذه إلى بيته، لكن تحولات الشخصية تنحو بها إلى مكان خطير، بعد تعرّضها للخطف على يد جماعات مسلّحة». كأنّ الشريط يريد أن يوصل رسالة واضحة حول شريحة من المجتمع السوري تقدّمت في العمر، وفقدت أثمن ما تملك إنسانياً ومادياً، فكان خيار السفر ملغى من أجندتها كونها عاشت حياتها وشهدت كل انكسارات وحروب البلد، ولا يمكن لها مغادرته. من جانب آخر، يستعد الصبّاغ لأداء دور بطولة في الفيلم اللبناني «خلص بكفي وجع» (كتابة لينا مرّوة، وإخراج السوري عمار نحاس ــ مديرة مشروع: منى درويش ــ معالجة درامية: زياد أبو عبسي ــ بطولة باميلا الكيك، وفادي إبراهيم، ومجدي مشموشي، ومن سوريا سمر سامي وروزينا لاذقاني). يصف نجم «الولادة من الخاصرة» (سامر رضوان ورشا شربتجي) هذه التجربة بأنّها تحكي عما تتركه الحروب من انعكاسات على الأطفال، آخذاً من أطفال سوريا ولبنان نموذجاً، كونهما بلدين عانيا من ويلات الحرب التي ما زالت تحكم سطوتها على الشام. وفي مقترحات الحكاية، «ألعب دور رجل ثري جارت عليه الحياة ولعب القدر بالقرب منه، فأجهز على كلّ ثروته وأحالته الدنيا، مجرّد رجل فقير يقف على طابور طويل في أحد منافذ جمعيات الإغاثة ليتلقى حصّته من الإعانات؟ وخلال رحلته المحفوفة بالعبث تلك، يلتقي بمجموعة أطفال سوريين. انطلاقاً من هذه العلاقة التي تشكّل القوام الدرامي للفيلم، تنطلق أحداث وتفاصيل تسلّط الضوء على معاناة هؤلاء الأطفال». بناءً على ذلك، سيعود الصباغ إلى بيروت ويجتمع بفريق الفيلم قبل انطلاق التصوير خلال أيّام، ليلتحق بعدها بتصوير الفيلم السوري.