«موسفيلم» عائدة بقوّة. هذا ما تشي به الخطط الرامية إلى تطوير المؤسسة السينمائية الرئيسية لروسيا التي لطالما نافست أفضل الاستوديوات. حصلت «موسفيلم» على دعم مالي يزيد على 500 مليون دولار أميركي في محاولة لاسترجاع ألقها الذي اندثر بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في بداية التسعينيات. وسط رغبة في دفع الإنتاجات الثقافية الروسية وتأمين بديل من الأفلام الهوليوودية التي تسيطر على شباك التذاكر في البلاد، أعلنت الحكومة في بداية الشهر الحالي موافقتها على أحد استثمارات القطاع الخاص في «موسفيلم».
نتائج هذا الاستثمار يُفترض أن تظهر بحلول عام 2018، وستتضمّن بناء استديوين، ومخزن أزياء، وصالة سينما، وقاعة خاصة للحفلات الموسيقية. هذه المعلومات أكدها كيريل أندروسوف في حديث إلى موقع Good To Know الإلكتروني المحلي. وأندروسوف هو رئيس Altera Capital التي تتبع لها شركة الإنشاءاتAltera Park، صاحبة هذا الاستثمار. وقد سبق للرجل أن شغل مناصب سياسية عدّة، بينها نائب رئيس هيئة الأركان الروسي السابق في مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم كان رئيساً للوزراء.
لا شك في أنّ «موسفيلم» تتمتّع بأهمية كبيرة في مجال صناعة الأفلام، وقد أُنشئت في 30 كانون الثاني (يناير) عام 1924، وأنجزت أكثر من 2500 فيلم، صُنِّف الكثير منها ضمن قوائم روائع الفن السابع في العالم. وقد استضافت في استديواتها أيضاً عدداً كبيراً من عظماء الإخراج، مثل: سيرجي آيزنشتاين، أندري تاركوفسكي وسيرغي بوندارتشوك.

بناء استديوين، ومخزن أزياء، وصالة سينما، وقاعة للحفلات الموسيقية

في 1991، تراجع إنتاج «موسفيلم» من ثمانين فيلماً سنوياً إلى فيلم واحدٍ أو فيلمين. «أحياناً لم تكن تنتج شيئاً على الإطلاق»، قال نائب مديرها فلاديمير رياسوف لصحيفة «موسكو تايمز». في هذا السياق، لفت موقع Good To Know إلى أنّه «عندما تسلّم المخرج كارن شاخنازاروف الإدارة في 1998 وضع التحديث على قائمة أولوياته، وطالب ببنى تحتية جديدة. لقد طلب من بوتين قبل عامين تأمين مستثمر». يصب تعزيز هذا المكان في خانة اهتمام السلطة الحالية الزائد بصناعة الأفلام، نظراً إلى تأثيراتها السياسية والاجتماعية، وطبعاً الاقتصادية. ويرى جورجي شابانوف رئيس شركةAll Media لإنتاج وتوزيع الأفلام أنّ هذا القرار «سينعكس إيجاباً على القطاع ككل»، ولا سيّما أنّه سيحتوي على مساحة لعرض أعمال المخرجين الروس الذين يعانون من أجل إطلاقها عبر شبكات التوزيع الروسية. ومَن يدري قد نكون في السنوات المقبلة أمام إنتاجات روسية قوية جديدة، تساهم بشكل أو بآخر في كسر الصور النمطية التي اعتادت هوليوود الترويج لها عن أبناء هذا البلد.
غير أنّ هذا المشروع يولّد هواجس لدى من يعتبرون أنّ قيمة شركات الإنتاج باتت تتعلّق بالأشخاص وبالأفكار التي يتبنّونها. هذا ما أوضحه مدير استديو «نيفا فيلم» في سانت بطرسبرغ، مضيفاً: «علينا استثمار الأموال في التعليم أوّلاً، لا في بناء استديوات جديدة».