صنفان من البرامج التلفزيونية تبثّها القنوات المحلية والعربية، يدوران في فلك الطبخ. الأوّل هو طبخ بامتياز من دون «بهارات» ولا إضافات، مثل برنامج «توب شيف» الذي تعرضه mbc كل أربعاء (21:30 بتوقيت بيروت) وهو مشروع مأخوذ عن «فورما» أجنبية، ويلقي الضوء على مجموعة طباخين خلال تحضيرهم الطعام. أما البرامج الأخرى، فتجمع بين الطبخ والترفيه والغناء، آخرها برنامج «إمي أقوى من أمك» الذي يقدّمه ميشال قزي كل جمعة (21:30) على lbci، ويتوجّه للعائلة بمشاركة الشيف انطوان. وجدت بعض شركات الإنتاج أن الجمع بين الطبخ وباقي أنواع الفنّ، قد يكون عنصر جذب للمشاهد أكثر من مشاريع الطبخ التي قد تبدو «جامدة» قليلاً. فاستضافة فنان يحضّر الطعام في المطبخ، قد تثير فضول المشاهد لمتابعة الحلقة كاملة بلا ملل. وكان القائمون على mbc قرّروا قبل عامين أن يُعيدوا بثّ «توب شيف» بحلّة جديدة، بعدما عرضته lbci عام 2011 ولكنه لم يلق شهرة إلا في لبنان فقط. فتشت mbc جيداً في مكوّنات «الملح والبهار» التي قد تساعد في نجاح «توب شيف» عربياً، ونجحت بالفعل بتلك الخطوة وقدّمته منه موسمين متتاليين وتحضّر حالياً للموسم الثالث قريباً.

لكن الوضع على الشاشات المحلية مختلف قليلاً، فقد خلطت بين برامج الطبخ والترفيه والغناء، لتحصل في النهاية على عمل تلفزيوني أشبه بـ «كوكتيل» بلا هويّة واضحة. في هذا السياق، تكشف ريم لطف الله مديرة شركة media twist منتجة برنامج «إمي أقوى من أمك»، أنها قرّرت شراء النسخة العربية من البرنامج لأن النسخة الإسبانية نالت شهرة، ويحمل في طياته بعض الجوانب الثقافية كالتعرّف إلى مأكولات كل منطقة لبنانية، وتحضير بعض الأطعمة السهلة والسريعة. تقول ريم لـ «الأخبار» «إن برامج الطبخ تتوجّه للنساء عموماً، بينما العمل الذي تبثّه lbci هو عائلي بامتياز، ويتوجه تحديداً للشباب الذين هم شريحة كبيرة في العالم العربي ويعيش غالبيتهم وحدهم بعيداً عن عائلاتهم.

يرى المنتجون أنّ استضافة
فنان يتولى تحضير الطعام تثير فضول المشاهد
البرنامج متنوّع وسريع، من دون «سكريبت» محدّد، ويصوّر بعض مشاهد تلفزيون الواقع التي تدور في المطبخ». تتابع لطف الله لافتة إلى «أن البرامج المخصصة للطبخ فقط تحتاج إلى ميزانية كبيرة، في حين أنّ المشاريع التلفزيونية التي تجمع بين الترفيه والطبخ هي موضة تغزو الشاشات اليوم وتصلح لجميع الأزمنة شرط تقديمها بطريقة جيدة».
من جانبه، يرى ربيع رمال منتج منفّذ «توب شيف» (mbc) أن البرامج التي تجمع بين الطبخ والترفيه تخرج عن الخطّ الذي صمِّمت لأجله. يشرح أن ««توب شيف» نجح على mbc لأنه ليس برنامج اكتشاف مواهب في الطبخ، بل دخل حياة الطبّاخين ومنافستهم بين زملائهم. هو قائم على تلفزيون الواقع الذي يصوّر الطباخين الماهرين، وكل طبّاخ هو نجم بحدّ ذاته، بعيداً عن النجوم من مختلف النشاطات (التمثيل والغناء...)». ويشير إلى أن ««توب شيف» يتوجّه إلى العائلة ككل، ولا يعلّم النساء كيفية الطبخ، بل ينقل المنافسة بين الطبّاخين والحماس الذي يعيشونه في يومياتهم. الطبّاخون محترفون وليسوا هواة كما هي الحال في برنامج «ماستر شيف» الذي قدِّمت منه مواسم عدة على القنوات العربية الأخرى». أما عن رأيه بالبرامج التي تجمع بين الطبخ والفنّ، فيعتبر رمال «إن وضع أيّ نجم في مكان غير مكانه قد «يضيّع» بوصلة البرنامج الأساسية». على الضفة الأخرى، لا تزال otv تحتفظ ببرنامج «ع نار لطيفة» الذي تقدّمه تاتا لطيفة (لطيفة سعادة) الذي يجمع بين الطبخ وبعض المواقف العفوية والاتصالات.
العمل بطلته لطيفة سعادة التي تخطّت السبعين، وتحقق إطلالتها حظوة لدى المشاهدين. في المقابل، يطلّ الشيف انطوان في برنامج «مأكول الهنا» على «تلفزيون لبنان»، ويحظى أيضاً بنسبة متابعة. الشيف الذي تحوّل «نجماً» في الفترة الأخيرة، يحاول أن يجمع بين الطبخ والترفيه، ولا مانع من بعض السخرية والاتصالات المضحكة. إذاً، تنوّعت برامج الطبخ التي تبث على الشاشات، ودخلت إلى مكوّناتها بعض «البهارات» الفنية والاستعراضية، لتكون النتيجة برنامج «طبخ» عصرياً.