بطريقة غير مباشرة، وجّه جو معلوف ضربة موجعة للبرنامج المنتظر «لما يحكو الصغار» الذي سيقدمه محمد قيس على قناة mtv، وهو النسخة العربية من البرنامج العالمي Little Kids big Questions. فقد افتتح معلوف أولى حلقات برنامجه «هوا الحرية» أول من أمس (كل اثنين 21:40) على قناة lbci بضربة تحمل بعض الرسائل «الموجعة» لقيس الذي يحضّر عمله التلفزيوني وينطلق قريباً على الهواء (من دون تحديد موعد واضح لبثّه).
إذ افتتح معلوف الموسم الجديد باستقبال مجموعة أطفال من أبناء شهداء الجيش اللبناني وأطفال مصابين بالسرطان، وآخرين يحلمون بالعدالة في لبنان ومحاكمة الإرهابيين. هكذا، توجّهت الكاميرا نحو ملامح الأطفال المؤثرة، ووقف كل واحد منهم ليخبر المشاهد معاناته سواء بفقدان والده الشهيد أو أوجاعه من السرطان والتلوّث، والتحدّث بكل عفوية وتلقائية أمام الكاميرا. لم يرتبك الأطفال أمام الكاميرا، بل تعاملوا معها بشكل طبيعي. والأهمّ من كل هذا، أن جميع الرسائل تمّ توجيهها مباشرة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، متسائلين «رح تسكتلن (للإرهابيين) أو تشفيلنا غليلنا؟». لاحقاً، أطلّ المقدّم ليُعلن أن الموسم الجديد من «هوا الحرية» سيخصّص فقرات منه لجيل الشباب اللبناني الذي يحمل معاناة كبيرة. يقول معلوف: «يحلموا بمستقبل أفضل، ما تقبلوا إلا رأيكن ينسمع».
خطوة لافتة من المقدّم الذي حوّل البرنامج من اجتماعي بحت حول القضايا المثيرة للجدل التي ترفع من نسبة المشاهدة، إلى منبر صريح لإيصال صوت الشباب. أعلن الإعلامي أن اهتماماته هذا العام ستنصبّ على قضايا الأطفال الذين توحّدهم الصرخة الموجوعة وإن اختلفت قضاياهم. على أمل أن تصل إلى الرئيس الذي أجمعوا أنه «بيّ الكلّ»!؟ على الضفة الأخرى، وافقت mtv أخيراً على البدء بتصوير حلقات من برنامج «لما يحكو الصغار» الذي يستضيف مجموعة أطفال يتحدّثون في الحبّ والموت وما بعد الموت والحساب. كما سيعرّجون على بعض القضايا الشائكة، منها القضاء والعدل والدين ليدلوا بتصريحات مفاجئة تجمع بين الذكاء وسرعة البديهة. العقبة الوحيدة التي تقف في وجه المشروع هي محاورة أطفال يجمعون بين الذكاء والحنكة، ومقدّم يستطيع أن يخرج البالغ من داخل كلّ طفل. موجة استخدام الأطفال في البرامج ليست جديدة، وهي تغزو الشاشات الأجنبية. وكانت قناة mbc الأبرز في هذا المجال، عندما عرضت قبل عامين الموسم الأوّل من «ذا فويس كيدز». يومها لم تكن خطوة الشبكة السعودية سريعة وسهلة، بل تعرّضت لهجمات اتهمتها بأنّها تستغلّ الأطفال وتسلّع مشاعرهم. وصلت موجة برامج الأطفال متأخّرة إلى القنوات اللبنانية التي أعطتهم فسحة كبيرة من مشاريعها. لكن السؤال الذي لا بدّ منه حالياً: هل كانت خطوة الاستعانة بفقرة الأطفال مقصودة من قبل معلوف؟ وهل وجّه فعلاً ضربة لزميله محمد قيس الذي سيعدّ للمئة قبل أن يطل ببرنامجه المخصص للأطفال؟