بفضل «دعمها وتشجيعها الشباب والشابات للعمل بالفن»، فازت فرقة «زقاق» بإحدى جوائز الدورة الـ 29 من «جائزة المكافأة الإمبراطورية» (Praemium Imperiale) لعام 2017. خلال المؤتمر الذي عقد في نيويورك في 12 أيلول (سبتمبر) الماضي، أعلن عن اسم الفرقة المسرحيّة والجمعيّة الثقافيّة اللبنانية، التي استحقّت «منحة الفنانين الشباب» (تقدمها «جمعيّة اليابان للفن» بقيمة 44 ألف و600 دولار أميركي)، وتسلّمتها إحدى مؤسسات الفرقة مايا زبيب.
ترشيح الفرقة جاء عن طريق بري جيبسون من «روليكس منتور ـــ بروتيجيه» (كانت قد حازتها مايا زبيب قبل سنوات)، الذي اقترح اسمها لأحد أعضاء لجنة الترشيح عميد «مدرسة جوليارد» للفنون الأدائية آرا غوزليميان. يتقاطع توقيت الجائزة مع البرامج التدريبية التي أطلقتها الفرقة هذه السنة. «جاءت الجائزة في الوقت المناسب، لأننا سنخصصها للعمل على برامجنا ومشاريعنا المقبلة»، تقول زبيب. بداية هذه السنة، دخلت الفرقة مرحلة جديدة تسعى فيها أولاً للوصول إلى الجيل الشاب، من خلال تدريب مدربين في دورات متخصصة بهدف مشاركة أسلوب الفرقة وطريقتها وتقنياتها في صناعة المسرح أي عبر التدخل النفسي- الاجتماعي. ستبدأ المرحلة الثانية من هذه الدورة الشهر الحالي وتستمر أربعة أشهر حتى كانون الثاني (يناير). كذلك ستطلق دورتها الثانية من ورشة عمل في المسرح العلاجي، مع شبان وشابات ومراهقين وسينتج عنها عمل مسرحي. منذ تأسيسها عام 2006، أي بالتزامن مع حرب تموز، وقبيل بداية معارك نهر البارد، تشكّلت ملامح الفرقة من اهتمامات عدة. لجأت إلى العلاج بالدراما والتدخل النفسي والاجتماعي في عملها مع كافة الأعمار من النازحين والمتضررين من المعارك.

ورشة عمل في المسرح العلاجي، مع شبان وشابات ومراهقين وسينتج عنها عمل مسرحي

هكذا تأتي الجائزة لتدعم الفرقة، وربما لتعفيها مؤقتاً من هواجس الاستمرارية التي تشغل معظم العاملين في المسرح، بسبب الظروف الهوائية التي تحكم المسرح في لبنان. ظروف كهذه، دفعت الفرقة في السنوات الفائتة إلى إقامة عروض لجمع دعم كي تحافظ على استمراريتها داخل مجتمع لم يكن يوماً في منأى عن عملها المسرحي أو اشكالياتها. مع مرور السنوات، بلورت الفرقة أفكارها وأسئلتها التي باتت تشكّل جزءاً أساسياً من عملها. في كتابة نصوصهم أو في استعادة نصوص مسرحية كلاسيكية تحاكي الواقع المحلي، ساءل أعضاء الفرقة (مايا زبيب، لميا أبي عازار، جنيد سري الدين وعمر أبي عازار وهاشم عدنان، وسمية برّي ومحمد حمدان)، فاعلية ممارستهم المسرحية وموقعها من السياق الزماني والمكاني للمحيط، ومن الأحداث السياسية والتاريخية الكبرى، والراهنة ضمن رؤى وطروحات معاصرة تستند إلى أبحاث فلسفية وميثولوجية. على برنامج الفرقة مواعيد ومشاريع كثيرة أبرزها إعادة تقديم «خيط حرير» (إخراج مايا زبيب ــ 2012)، مجدداً لطلاب المدارس الرسمية والخاصّة بعد تجارب ناجحة في السابق أبدى فيها الطلاب تفاعلاً مع العرض، كما تؤكد مايا زبيب. ستجري هذه العروض في استديو «زقاق» الجديد (تقاطع كورنيش النهر ـ برج حمود) الذي يتسع لحوالى مئة شخص. ومن المتوقّع أن يفتتح في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ستكون فيه مساحة للتدريبات مشرّعة أمام العاملين في المسرح والفنانين. تحضّر الفرقة أيضاً للدورة الثانية من «مهرجان أرصفة زقاق» الذي انطلق العام الماضي. تؤكّد زبيب أن الدورة الثانية من «مهرجان أرصفة زقاق» ستتركّز على ورش العمل للفنانين والتلامذة سيقدمها فنانون من الخارج. أما بالنسبة إلى أعمال الفرقة المقبلة، فإنها تعمل حالياً على مسرحية بعنوان «الجواكر» ستفتتح عروضها في «المهرجان الدولي للفنون في بوردو متروبول» هذا الشهر، قبل أن تقدّم في بيروت في كانون الأول (ديسمبر). نص المسرحية جاء نتيجة جهد جماعي، حول المهمشين واحتمال تحوّلهم إلى وحوش أو ملائكة كما تقول زبيب، مضيفة أنّ العمل على الأزياء والماكياج سيأخذ المسرحة في العرض إلى أقصاها، بالتعاون مع الموسيقي خضر علّيق.