المكان: بيروت
الزمان: ٢٠١٧
الهوية: لبنانية؟ عربية؟ فينيقية؟ شامية؟ أشورية؟ سريانية؟ إسلامية؟ مسيحية؟ كردية؟ فرنسية؟..... تسودُ اليوم في لبنان حالة رفض أو عدم رغبة إذا صحّ التعبير في معرفة الهوية الثقافية والاجتماعية التي ننتمي لها؛ قد يكون الأمر في البداية حالة ضياع ناتج عن سلسلة من الاحتلالات دامت لقرون أنهكت المجتمع فكرياً. مما أفرز حالة من الشعور بالدونيّة تجاه كل ما هو آتٍ من الغرب الى جانب إفرازات أخرى. وقد تكون تطوّرت هذه الظاهرة لتصبح استشراقاً ذاتياً، بمعنى أننا أصبحنا نرى أنفسنا بأعيُن الغرب. نعيش في هذه المرحلة حالة فوضى فكرية ليس فيها أي مفاهيم واضحة للهوية والوطن والفن والمقاومة؛
مما أدّى إلى خلطٍ فظيع وعدم معرفة أمور أساسية تتعلق بمحتلٍّ سلب أرضنا منذ سبعين عاماً، حاول ولا يكفّ عن محاولة سرقة وتدمير كل ما هو مُتعلِّق بتاريخنا.

في الحالة الطبيعية، المقاومة ـ بجميع أوجهها ـ هي الحل. وبما أن لا يقوم الشعب بأكمله بالمقاومة العسكرية، فإحدى أكثر الجبهات أهمية وجدوى هي المقاومة الثقافية والفكرية. بدلاً من أن يكون هذا هو التوجه العام (بشكلٍ بديهي وطبيعي)، يُصبح الذهاب إلى الأرض المُحتلة لأغراض «فنية» والتعامُل مع العدو هو الأمر الطبيعي، مُبرّراً تحت عنوان «حرّية التعبير في الفن». إن مُحاسبة أي شخص لتعامله مع العدو هو أمر مُتعلّق بالجهات الرسمية، لكن غياب المحاسبة الشعبية، لا بل التعاطف وانقسام الرأي العام حول ما إذا كان هذا أمراً طبيعياً أم لا، هو دليل من دلالات الضياع والفوضى في المفاهيم. معرفة الهوية والإيمان بها، هي المُنقِذ الوحيد الذي بإمكانه أن ينتشلنا من هذا الواقع العبثي.