تونس | قضيتان تشغلان الشارع الثقافي في تونس هذه الأيام بعد حفلة ميشال بوجناح (الأخبار 12/07/2017) التي تتواصل ردود الفعل حولها: منع ندوة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في القيروان (وسط) لتكريم الدكتور يوسف الصديق التي سعى قسم الفلسفة لتنظيمها بالتعاون مع مخبر تاريخ الأديان.
أما الثانية، فهي شماتة صفحات قريبة من الإسلاميين بمرض نجم الراب كافون المعروف بأغنيتيه «قبي قبي» و«عيشة في بوبالة» بعد بتر جزء من ساقه على أثر مرض مفاجئ.
الفيلسوف التنويري قال في تصريح إعلامي إنّ جهات سياسيّة لها حضور في بعض الأماكن في البلاد تعتبر أن عدداً من المثقفين التونسيين والفنانين يجب أن يصمتوا لأنهم يقدّمون أطروحات وقراءات في الفكر الديني تفضح المشروع القروسطي للإسلاميين الذين يسيطرون على القرار السياسي والثقافي في البلاد حتى بعد خروجهم من السلطة. إذ أنّهم حافظوا على كامل نفوذهم، بخاصة في الجهات الداخلية للبلاد. وهذه المرة الثانية التي تمنع فيها ندوة ليوسف الصديق، بعد منع الأولى في مدينة سيدي بوزيد (وسط غربي). واعتبرت الباحثة آمال قرامي من مخبر تاريخ الأديان، أنّ إلغاء الندوة التكريمية مؤشر خطير إلى تدهور الحريات الأكاديمية والعلمية، ولا يمكن أن تمر في صمت.
في سياق متصل، وجّه عدد من المثقفين عريضة إلى رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر («حزب نداء تونس» المتحالف مع «حركة النهضة») طالبوا فيها بتوفير حماية أمنية ليوسف الصديق وتمكينه من تقديم محاضرات في مختلف جهات البلاد، ووضع حد لسياسة التدافع الاجتماعي التي تمارسها «حركة النهضة». علماً أنّ يوسف الصديق يشكّل مع ألفة يوسف، وآمال قرامي، ونائلة السليني أصواتاً مزعجة هدمت يقين الإسلاميين الذين يعملون على ترويجه منذ ست سنوات بعد عودتهم الى النشاط في تناول المسألة الدينية والفقهية وممارستهم التضييق على الحريات الشخصية والثقافية والأكاديمية.
في سياق آخر، احتلّ خبر بتر ساق نجم الراب كافون صفحات الفايسبوك. إذ أبدت بعض الصفحات والصحف الإلكترونية القريبة من الإسلاميين شماتة بالفنان المثير للجدل، مما أثار استهجان المثقفين والفنانين، حتى الذين يعارضون النمط الفني الذي يقدّمه كافون الذي جاء من الهامش ليصبح نجماً يغني في قرطاج وفي مختلف المهرجانات التونسية. ووجه كافون رسالة الى الشباب بالابتعاد عن التدخين والمخدرات التي كانت السبب في انسداد الشرايين وبتر جزء من ساقه ووعد بالعودة قريباً إلى جمهوره. هذا الجدل يؤكد مجدداً حالة التسمّم الثقافي التي تعانيها تونس بسبب الإسلاميين الذين يسيطرون على البلاد وعلى مفاصل الدولة منذ سقوط نظام بن علي بعد ما عرف بـ «الربيع العربي».