قبل أسابيع، عزّزت المغنية الأميركية الشابة سيلينا غوميز مكانتها كـ «ملكة السوشال ميديا» بعد الكشف عن أوّل لائحة من نوعها لأغنى 20 شخصية على إنستغرام، بين نجوم ومؤثّرين على الرأي العام (influencers).
نشر موقع Hopper HQ الخاص بجدولة وتنظيم منشورات مستخدميه وأوقات عرضها على إنستغرام قائمة بالأسماء التي تجمع أكبر كمية من الأموال عبر هذه المنصة. استناداً إلى معلومات داخلية وأخرى متوافرة علناً، خلص القائمون على الدراسة إلى أنّ الفنانة البالغة 24 عاماً تحصد 550 ألف دولار أميركي من كل بوست ترويجي تنشره لمتابعيها الـ 122 مليوناً، ما يضعها في الصدارة. تأتي هذه النتيجة لتؤكد ما سبق أن أعلنته شركة D›Marie Analytics عن أنّ هذا المبلغ ينطبق أيضاً على تويتر وفايسبوك، موضحة أنّ صاحبة أغنية Kill Em With Kindness تحظى بمجموع 180.6 مليون متابع عبر كل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مع معدّل زيادة يومي يبلغ 200 ألف متابع!
تلي غوميز نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كيم كارداشيان التي جاءت أخواتها الأربع (كلوي وكورتني وكايلي وكيندل) ضمن اللائحة أيضاً. أما المركز الثالث، فكان من نصيب نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لتتبعه عارضتا الأزياء الفلسطينية الأصل جيجي حديد والبريطانية كارا ديليفين، ثم نجم كرة السلّة الأميركية ليبرون جيمس. لكن اللافت أنّ خبيرة التجميل العراقية ــ الأميركية هدى قطّان حلّت في المرتبة الـ 11 عموماً والأولى بين المؤثّرين/ ات بـ 18 ألف دولار، في مقابل كل منشور ذي محتوى إعلاني تحمّله على حاسبها الذي يحظى بـ 20.8 متابع، لتكون بذلك العربية الوحيدة بين الشخصيات العشرين. علماً بأنّ قناتها الخاصة على يوتيوب Huda Beauty تحصد حتى كتابة هذه السطور حوالى 1.8 مليون اشتراك. أمام هذا الواقع، تبرز إلى الواجهة مسألة تحوّل المعلنين إلى منصّات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها إنستغرام ويوتيوب، ومراهنتهم على النجوم والشخصيات المؤثّرة في سبيل الترويج لبضائعهم، خصوصاً في مجالي الموضة والجمال. «النجوم الجدد هم المؤثّرون عبر السوشال ميديا. ولنكن صريحين، بعضهم يجني أموالاً أكثر من أولئك الحاصلين على جوائز «إيمي»..»، يقول رئيس المجموعة التنفيذية لشركة «إيستي لودر» لمستخضرات التجميل، جون ديمسي، في حديث إلى صحيفة «لوس أنجليس تايمز» في آب (أغسطس) الماضي. ويضيف: «حصول أحد الـ vloggers، أي المدوّنين عبر الفيديو، على المال يحصل بمجرّد استطاعته التواصل مع جمهور معيّن وإثبات أنّه قادر على دفع أحدهم لشراء منتج معيّن. وطالما أنّ الأمر ينجح حتى الآن، هذه الطريقة ستستمر في الازدهار». في هذا السياق، تشير «لوس أنجليس تايمز» إلى أنّ ماركات عدّة تابعة لـ «إيستي لودر» أجرت تعديلات كبيرة على ميزانيّتها، مخصصةً «كمية هائلة من الأموال لاستراتيجيّتها التسويقية الرقمية، بدءاً من الأبحاث الإلكترونية المدفوعة وصولاً إلى الاستعانة بالـ influencers الموثوقين الذين يحظون بعدد كبير من المتابعين». الشخصيات المؤثرة في الغرب كثيرة، وتشمل: كاثلين لايتس، وجاكلين هيل، وزوي ساغ (المعروفة بـ Zoella)... تجدر الإشارة إلى أنّه في الوقت الذي قلّصت فيه «إيستي لودر» رهانها على وسائل الإعلام التقليدية لصالح كل ما هو رقمي، أخرجت «سماش بوكس» منذ سنوات الصحف المطبوعة تماماً من حساباتها الإعلانية. أما عن أسباب تفضيل الزبائن للشخصيات المؤثّرة مقارنة بالنجوم، يلفت موقع «بزنس إندسايدر» إلى عوامل محدّدة يمكنها اختصار المشهد: شعور الناس العاديين بأنّ من يشاهدونه بواسطة الفيديو عبر يوتيوب أو إنستغرام و«سناب تشات» قريب منهم ويشبههم لناحية الحركات والكلمات والمظهر، لا سيّما أنّ الـ influencers عادةً ما يتصرّفون بتلقائية وعفوية مستخدمين تعابير بسيطة. في موضوع الموضة والجمال تحديداً، يُنجز هؤلاء فيديوات تعلّم المشاهدين كيفية استخدام البضائع (أهمّها القبل والبعد) وتخبرهم عن سلبيّاتها وإيجابيّاتها، فضلاً عن الأهمية البالغة للخبرة والثقة اللتين يجب أن يتمتّع بهما المؤثّر. خلال السنوات القليلة الماضية، بدأت هذه الظاهرة تنتشر بشكل ملحوظ في العالم العربي، لتبلغ أخيراً مستويات غير مسبوقة. في ما يلي، نظرة مقرّبة على أنجح الأسماء العربية في هذا المجال، بناءً على تقرير أصدرته مجلة «فوربس الشرق الأوسط» في 18 نيسان (أبريل) 2017.

فوز الفهد

ولدت فوز الفهد في الكويت، وفي ظرف وقت قصير جداً أضحت سيّدة الأعمال الشابة واحدة من أشهر مدوِّنات التجميل في العالم العربي (مليوني متابع على إنستغرام). فوز المعروفة باسم The Real Fouz، تمزج في عملها على مواقع التواصل الاجتماعي بين الموضة والجمال، وتعاونت قبل فترة مع شركة «بانتين» للترويج لخط جديد من مستحضراتها الخاصة بالعناية بالشعر. سبق لفوز أن قالت إنّها تعتقد أنّ أحد أهم أسباب نجاحها هو ارتباطها وإيمانها الكبير بكل ما تقوم به وكل ما أرتديه: «لطالما أحببت أن أمزج بين العلامات التجارية الفاخرة وتلك العادية ذات الأسعار المناسبة لذوي الدخل المحدود، ما يجعل عملي أكثر واقعية، وقرباً من الناس». فحسب ما تؤكد دائماً: «أرمي إلى الاهتمام بالفتاة العادية ومعرفة ما تحتاجه ويجذب انتباهها».


هدى ومنى قطان

«هل تُعَدّ هدى قطّان أكثر المدوِّنات تأثيراً في العالم العربي؟»، هو عنوان المقابلة التي أجرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في آذار (مارس) الماضي مع العراقية ــ الأميركية هدى قطّان، مسلطة الضوء على خبيرة التجميل التي تحوّلت إلى نجمة في الشرق والغرب. تركت الصبية الحسناء وظيفتها في مجال الاقتصاد من أجل دراسة أصول وضع الماكياج في مدينة لوس أنجليس الأميركية، قبل أن تنتقل وتستقر في دبي. بدأت التدوين على مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2010، لتحلّ لاحقاً في المرتبة الثالثة ضمن لائحة مجلة «فوربس» الأميركية لأكثر الشخصيات المؤثّرة في مجال الجمال على صعيد العالم. بمساعدة مالية من شقيقتها «عليا» قدرها 6 آلاف دولار أميركي، أطلقت هدى شركة ماكياج خاصة بها، تحت اسم «هدى بيوتي»، تنتج الرموش والأظفار الاصطناعية، وأحمر الشفاه، إضافة إلى ظلال العيون ومستحضرات إضاءة الوجه (highlighter). باتت هذه المنتجات اليوم من بين أفضل المنتجات في عالم التجميل، وتباع في أكبر وأشهر المتاجر حول العالم.
إلى جانب مساعدة شقيقتها هدى، تُعَدّ منى قطّان من أشهر خبيرات ومدوّنات التجميل في الإمارات. أسست مدوّنتها الخاصّة Adventures in MonaLand، حيث تزوّد متابعيها بمعلومات وفيديوات مهمّة مختلفة عن الماكياج والشعر والعناية بالبشرة.
وبعيداً عن نشاطها الكثيف على السوشال ميديا (1.6 متابع على إنستغرام مثلاً)، أسست منى صالون تجميل ذائع الصيت في دبي، وتعاونت مع مجموعة من الشركات للترويج لمستحضراتها، منها TRESemmé وponds.





سندس القطّان

يعتقد كثيرون أنّ سندس القطّان هي شقيقة هدى ومنى قطّان، لكن هذا غير صحيح. فهي فاشنيستا كويتية دخلت عالم الماكياج مهنياً في عام 2006. وقبل أشهر، استقالت من وظيفتها مديرةً لأحد فروع «بنك الخليج» في الكويت. وفي آذار (مارس) 2016، قدّمت سندس درسها الاحترافي الأوّل (masterclass) للمكياج والجمال الذي أقامته في دبي بدعوة من شركة «شيسيدو» اليابانية. في رصيدها، 2.3 مليون متابع على إنستغرام، وأكثر من 73 ألف مشترك على قناتها على يوتيوب. تتميّز سندس بأسلوب استخدامها للألوان القوية والفاقعة مع تلك الهادئة والبسيطة، لتصل إلى مظهر جذّاب. القطّان التي تُعَدّ شخصية مؤثّرة في الكثير من المحجبات أو اللواتي يفضلن الألبسة المحتشمة، صرّحت مراراً بأنّ مواقع التواصل الاجتماعي عموماً منحتها «الحرية» في تقديم النصائح للفتيات والسيّدات، وتعليمهن كيفية تطبيق لوكات معيّنة من خلال الفيديوات والصور.





دلال الدوب

لا يختلف عمل الكويتية دلال الدوب كثيراً عن منافساتها، غير أنّها من دون شك مؤثّرة في أوساط المحجبات تماماً كما مواطنتها سندس القطّان. فصاحبة مدونة Dalalid وسّعت خلال الفترة الماضية نشاطها على السوشال ميديا، حاصدة 2.1 مليون متابع على إنستغرام. يُعَدّ حسابها على هذا الموقع الأكثر جذباً للاهتمام، إذ تنشر عبره كمية كبيرة من الصور والفيديوات التي تطلع من خلالها النساء على خصائص أحدث المستحضرات، وتعرض طريقتها الخاصة في وضع الماكياج واستخدام منتجات معيّنة، فضلاً عن الإطلالات المستمدّة من أحدث صيحات الموضة، وهي تراعي الحشمة. تعاونات دلال الدوب مع الشركات العالمية كثيرة، أبرزها مع «بوبي براون». يذكر أنّها تشارك الناس أيضاً بعض الأطباق الصحية التي تتناولها، وقد تُسهم في تحسين البشرة والشعر والأظافر والصحة عموماً.




سامر خزامي

تحوّل سامر خزامي إلى اسم بارز بين خبراء التجميل في العالم العربي، لكنّه يتميّز عن منافسيه باهتمامه الكبير بالمنصات الافتراضية (1.9 مليون متابع على إنستغرام، وأكثر من 58 ألف مشترك على قناته على يوتيوب) التي يزوّد من خلالها الناس بمحتوى منوّع وغني. أهمّ البوستات التي ينشرها عبارة عن فيديوات تصوّره أثناء جولاته وسفراته، وأخرى خلال تطبيقه لوكات مختلفة على وجوه غير متشابهة، خصوصاً تلك المتعلقة بأسلوب تحديد ملامح الوجد (contouring) الذي يشتهر به. قبل ستة أعوام تقريباً، افتتح سامر مركزه الخاص في بيروت، ثم انطلق في جولة مهمّة في الولايات المتحدة في عام 2014 حيث عقد وأدار ورشات عمل وصفوفاً احترافية (masterclasses) مع ماركة «أناستازيا بيفرلي هيلز» الأميركية الشهيرة.