مدن توفيق فروخ

أطلق توفيق فروخ ألبومه السادس «مدن لامرئية» (Villes invisibles) قبل شهر في بيروت، بالتعاون مع «نادي لكل الناس». الألبوم الذي اقتبس الموسيقي اللبناني اسمه من كتاب «مدن لامرئية» لإيتالو كالفينو، يضم 13 مقطوعة لحنها ووزعها وأنتجها فروخ بنفسه. وقد لجأ فيها إلى آلات موسيقية شرقية أو غربية، مثل الساكسوفون الذي يعزف عليه فروخ، والاكورديون (ديدييه إيتورساي)، والآلات الإيقاعية (بشار خليفة)، والعود (أحمد الخطيب) وآلات أخرى. يقدم الألبوم تحية الى عبد الوهاب في Rio de Cairo، الممزوجة بإيقاعات لاتينية، إلى جانب أغنيات أخرى يحمل كل منها قصتها.



آخر أعمال موراي بيرايا

في الموسيقى الكلاسيكية الغربية، نختار هدية للمستمعين الجدّيين الذين يشعر أصدقاؤهم وأفراد عائلاتهم بالعجز عن إرضائهم بهدية موسيقية. إنه آخر إصدار لعازف البيانو الأميركي الكبير موراي بيرايا، وفيه المتتاليات الفرنسية الستّ للألماني باخ، وقدّ تناولناه أخيراً في صفحاتنا (الأخبار 28/10/2016). لمعرفة أهميّته، يمكن مراجعة المقالة المذكورة التي لم نتطرّق فيها إلى مستوى الأداء لأنّ التسجيل لم يكن قد وصلنا بعد. أما الآن، فهو بين أيدينا، ونؤكد لكم أنه يعكس حَرفياً عبارة «باخ» التي تعني بالألمانية: ساقية المياه. إنه فعلاً من أفضل إصدارات الأشهر الأخيرة في مجال الموسيقى الكلاسيكية والعزف على البيانو تحديداً، وقد منحته مجلة «ديابازون» الفرنسية في عددها ما قبل الأخير تقديرها الأعلى (الديابازون الذهبي) وخصصت له غلافها وملفاً رئيسياً.



دايفس وغولد وآخرون




لم يعد ممكناً إعداد صفحة هدايا العيد الموسيقية من دون طرح خيارات لها علاقة بالـ «أسطوانات السوداء» (LP’s) التي انبثقت من تحت الرماد في السنوات الأخيرة بعدما أقصاها الـCD في الثمانينيات وأمعن في «قتلها» الـMP3 وأكسسواراته المقيتة منذ مطلع الألفية. على هذا الصعيد، تذهب الخيارات نحو كلاسيكيات الديسكوغرافيا المُعاد طبعها حديثاً (والمتوافرة في السوق اللبنانية). في الجاز ننصح بـ Kind of Blue لمايلز دايفس (الصورة). في الكلاسيك «تنوعيات غولدبرغ» لباخ مع غلان غولد على البيانو (تسجيل الـ1981). أما في الموسيقى العربية فلا هدية أجمل من «إلى عاصي» (فيروز / الأخوين رحباني — أسطوانتان) الذي يحمل توقيع زياد الرحباني توزيعاً موسيقياً، وكذلك الأسطوانة التي تحوي موسيقى وأغاني مسرحية «نزل السرور» لزياد الرحباني أيضاً.



«وشوشات» ريما خشيش




من الإصدارات القليلة غير الاستهلاكية في لبنان والوطن العربي ألبوم ريما خشيش. المغنية اللبنانية بدأت مسيرتها في التسعينيات، مستعيدة بأسلوب خاص موشّحات وكلاسيكيات عربية ولبنانية (سيّد دوريش، صباح، وديع الصافي… ) وبعض الريبرتوار العالمي المعَرَّب، بالإضافة إلى الأغاني الخاصة التي تعاونت فيها مع كتّاب وموسيقيين لبنانيين وهولنديين. خشيش أطلقت أخيراً ألبومها السادس بعنوان «وَشوِشني» وفيه 15 أغنية، بين أعمال خاصة وأخرى مُستعادة من الإرث الغنائي العربي الكلاسيكي وتحديداً الموشحّات. تم تسجيل الأغنيات في هولندا وقد عملت ريما خشيش، لناحية الأعمال الخاصة («عندي إحساس»، «وَشوِشني»…) مع شريكها الفنّي في كثير من أعمالها السابقة، المسرحي المُلِم بالشعر والتلحين، ربيع مروّة، الذي شارك المغنية في تلحين نصوص للشاعرة إيتيل عدنان («الشمس»، «كتاب»، «وأنا ناطرة»…).



وللمراهقين حصة


نجد دائماً صعوبة في اختيار الهدية الموسيقية الخاصة بالمراهقين. فهُم، عموماً، وفي هذا الزمن، لا يستسيغون الأعمال المحترمة. يبحثون غالباً عمّا هو رائج ويمكن أن يساعدهم في الانخراط في جوّ بيئتهم وجيلهم. لذا، نحاول أن نجد هدية ترضي ذائقتهم المشتتة واهتماماتهم العصرية. طبعاً، يستحيل أن نتماهى معهم لناحية الأغنية العربية الهابطة. لكن ثمة تجارب غربية، شبابية، سهلة المقاربة وليست شديدة الهبوط لناحية مستواها الفني، مع أنها تجارية بدون شك. مثلاً، ألبوم مغنية البوب والهيب-هوب والـRnB الحديث أليشيا كيز. أصدرت المغنية الأميركية السمراء ألبوماً جديداً بعنوان Here وقد يشكّل هدية مناسبة لمتتبّعي نشاطها الفنّي، لكن، مع الأسف، ليس هذا أحسن ما قدّمته أليشيا في مسيرتها، إذ تبدو ألبوماتها الأولى أفضل بكثير، أقلّه في فئتها.





سوكولوف في برلين


أعاد الناشر الروسي العريق، «ميلوديا»، العائد إلى السوق بقوة منذ 2006، إصدار أسطوانة مزدوجة فيها تسجيلات حيّة (تعود إلى مطلع الثمانينيات) للعازف الروسي الكبير غريغوري سوكولوف، يؤدي فيها أعمالاً لباخ حصراً. أرفق الناشر الأسطوانة بتحذير على غلافه هو الأول (على حدّ عِلمنا) من نوعه في الديسكوغرافيا الكلاسيكية: 16+ (أي مخصّص لمن هم ما فوق الـ16 سنة!). ربما أتى هذا من باب الاحتياط لكي لا يشتريه من، على الأرجح، لن يقدّره أو يستمتع به. الناشر الألماني «دويتشيه غراموفون»، لم يفعل ذلك في إصداره أمسية لسوكولوف في برلين، مع أنّها مصوَّرة هذه المرة. بالتالي، سنهتم نحن بالتحذير من عدم إهداء هذه التحفة لمن لن يقدّرها. في هذا الأداء الحيّ، يعزف سوكولوف بيتهوفن (السوناتة رقم 29 التي حذّر بيتهوفن، بدوره، عازفي البيانو منها!) وشوبرت ورامو وبرامز. سوكولوف العملاق «مرعبٌ» بالصوت، فكيف بالصوت وبالصورة!




إلى أعلى قمة!

من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، ومن أعلى قمم العالم الإيفريست إلى عبور المحيط الهندي في قارب تجديف، جاب مكسيم شعيا الأرض مدفوعاً بحس المغامرة. رحلات المغامر اللبناني القصوى هي محور القصة الأولى من سلسلة مغامرات «مكسيموم ماكس» المصورة (نوفل/ هاشيت أنطوان)، التي رسمها الفنان طوني أبو جودة. تضيء القصة على المغامرة الأولى التي قام بها ماكس لتسلّق قمة كاليمانجارو، كما تحكي بلغة عربية قريبة ومرنة تناسب جميع الأعمار، قصة شعيا كاملة وانجذابه لعالم المغامرة في الطبيعة، وتطويره لتلك الرغبة.



الديفا الروسية




لمحبّي الأوبرا الجدّيين أو الهواة على حدٍ سواء، نشير إلى القيمة الأكيدة التي يتمتّع بها إصدار آنّا نتريبكو الجديد Verismo، السوبرانو الرقم واحد في عالم الغناء الأوبرالي في العالم اليوم. آخر أسطوانة للديفا الروسية الجميلة صدرت أخيراً وحَوَت مجموعة من المقتطفات الغنائية الأوبرالية المأخوذة من الريبرتوار الإيطالي حصراً. هكذا، اختارت نتريبكو سبعة مؤلفين من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن الماضي (العصر الذهبي للأوبرا الإيطالية)، أشهرهم بوتشيني (بالإضافة إلى ليونكافالو، بونكييلّي، بواتو وغيرهم) لتؤدّي مقتطفات من أشهر أعمال هؤلاء الأوبرالية. بالمناسبة، حازت الأسطوانة جائزة أفضل تسجيل عن فئة الـ «ريسيتال الغنائي» عن عام 2016 من مجلة «ديابازون» (عددها الأخير الصادر هذا الشهر).




كلاسيكيات الجاز




للغناء في الجاز تاريخٌ صنعته سمراوات لا يمكن تخطّيهنَّ بسهولة. لكلٍ منهن إحساسها وطاقاتها الصوتية المختلفة بحيث استطعْن إتخام الإمكانات في لونهنّ الغنائي، من الجاز إلى البلوز والغوسبل وسوى ذلك. أما عصر هذه الموسيقى الحديث، فبطلاته الشقراوات (أو البيضاوات عموماً)، بين مغنيات أو مغنيات/ عازفات (بيانو بشكل خاص). في العقدين الأخيرين، ظهرت ديانا كرال ونورا جونز وليزا إكدال وجاين مونهايت وأخريات. آخر شقراوات الجاز المغنّى تدعى ساره ماكنزي. إنها مغنية وعازفة بيانو أسترالية، سمعنا أسطوانتها الصادرة منذ سنة تقريباً عند ناشرٍ عريق هو Impulse وأعجِبنا فيها صوتاً وعزفاً (وبشكل نسبي طبعاً!). الآن صدر ألبومها الجديد Paris in the Rain، وهو امتداد «حرفي» لباكورتها، أيّ، كلاسيكيات الريبرتوار وأعمال خاصة من تأليف الحسناء الأسترالية.




العدّاء الطائر




يكشف «أنا بولت» (2016) عن الوجه الآخر لأسرع رجل في العالم على الإطلاق. الوثائقي الذي يحمل توقيع غايب تورنر، يتتبع حياة العدّاء الجمايكي يوسين بولت الذي يعتبر العداء الأول الذي يفوز بتسع ميداليات ذهبية في تاريخ الأولمبياد آخرها هذه السنة في ريو. تتنقل الكاميرا بين لحظات قلقه داخل الاستاد وأخرى من أرشيف طفولته وساعات التدريب المنهكة، بالإضافة إلى مقابلات مع رياضيين آخرين ومع أصدقائه المقربين وفيديوهات صوّرها بنفسه وهو يحطم الأرقام القياسية في بطولات ألعاب القوى، بهدف «تظهير حياتي للجمهور بتفاوت لحظاتها» كما علق بولت على الفيلم.



هيا نهرب مع وودي ألن



«كافيه سوساييتي» (2016) هو آخر أفلام وودي آلن. المعلم الأميركي الثمانيني يقدم دراما عاطفية وكوميدية انطلاقاً من انتقال بوبي (جيس آيزنبرغ) إلى هوليوود الثلاثينيات، هرباً من العمل مع والده الجواهري في برونكس في نيويورك. في هوليوود المشعة بأضواء الاستوديوهات الكبيرة، يدخلنا ألن إلى كواليس العالم الذي صنع ألق ذلك العصر وسحره. حفلات الكوكتيل التي تجمع نجوم البلاي بوي، والممثلين والمبتدئين ووجهاء المجتمع والسياسيين في القصور الفارهة. في هذه الدراما، وضع ألن بهاراته المألوفة التي تجمع الشغف والدين والشعور بالذنب بسخرية وعبث.