لم تتوقف التغييرات التي طالت صحيفة «الحياة» (الصادرة عن دار «الحياة» للنشر والتوزيع) وتمثلت في استقالة رئيس تحريرها غسان شربل وتعيين زهير قصيباتي مكانه (الأخبار 24/11/2016) هنا، بل إنّ رياح التغيير وصلت إلى مجلة «لها» (الصادرة عن الدار نفسها).
المجلة التي تأسّست قبل نحو 16 عاماً وتعرف انتشاراً واسعاً في العالم العربي، دخلت حالياً في مرحلة جديدة تهدف إلى مواكبة التطوّر الحاصل في الإعلام، وأولى تلك الخطوات تغيير رئاسة تحريرها. هكذا، فإنّ الإعلامية فاديا فهد (الصورة) التي كانت من ضمن الفريق الذي أسس المجلة، ستعود إلى المؤسسة التي غادرتها قبل ثلاث سنوات كرئيسة تحرير.
عملت فهد نحو 13 عاماً تقريباً نائبة لرئاسة تحرير «لها»، قبل أن تترك كرسيها قبل أعوام، وتؤسّس شركتها الإعلامية الخاصة، وتحلّ مكانها هالة كوثراني. صحيح أن كوثراني أجرت تغييرات في شكل المجلة وروحية المواضيع التي عالجتها، لكن يبدو أن القائمين على المطبوعة يبحثون عن تعديلات أهمّ وأوسع أهمها الدمج بين «لها» و«الحياة». في هذا السياق، تستعدّ فاديا لتولّي مهماتها الجديدة، وفي جعبتها مشاريع عدّة أوكلت إليها لتطوير المجلة بهدف تحويلها إلى مؤسسة منافسة. في المرحلة المقبلة، ستُشرف الإعلامية اللبنانية على تطوير الموقع الإلكتروني لمجلة «لها» والعدد الورقي أيضاً. كما ستشارك بالإشراف على عملية الدمج التي ستحصل قريباً بين المجلة وصحيفة «الحياة»، من خلال نشر الخبر، وتطويره وتقديمه بصيغ متعددة تناسب المجلة والصحيفة والموقع الإلكتروني (فيديو، مقابلات، تسجيلات...) في آن. وكان مجلس إدارة «دار الحياة» قد اتخذ قراراً نوعياً بدمج «الحياة» و«لها» لمواكبة السرعة الحاصلة في نقل الخبر وانتشاره وتوسيع مهمات الموظفين. عملية الدمج المنتظرة تطرح علامات استفهام عدّة؛ أبرزها: هل سيؤدي ذلك إلى استغناء الجريدة عن عدد من موظّفيها؟ على الضفة الأخرى، سوف تعمل فهد لتحويل الموقع الإلكتروني لـ«لها» إلى منصّات اجتماعية وفنية، وتشرف على إيصال الخبر إلى أكبر عدد من المتابعين. كما تخطّط «دار الحياة» لتوسيع شبكتها الإلكترونية عبر العديد من المواقع الأخرى التي يتمّ التحضير لها حالياً وستطلق في القريب العاجل.