شقراء، وبلهاء، بجسد ممشوق ومكشوف مع تلميحات إلى أنّها «بائعة هوى». صورة نمطية تُلصق بالمرأة اللبنانية في المسلسلات، وتحديداً في الدراما المصرية هذا الموسم. رغم الأصوات المعارضة لهذا التنميط، إلا أنّنا لا نزال نشهد ترويجاً كثيفاً لهذه الصورة. القضية عادت إلى الواجهة بعدما طرحها أخيراً السيناريست السوري سامر رضوان الذي قال على صفحته الفايسبوكية إنّ «صورة الفتاة اللبنانية صارت جزءاً من فهم عربي عام، قام بتكريسها عبر ما أنتج من دراما السيقان العارية والخيانة الزوجية المستوردة»، محمّلاً مسؤولية ذلك لـ«رأس المال الماكر والصفيق».
قد تكون الأسباب كثيرة والمسؤوليات موزّعة على العقل الإنتاجي والتسويقي، بدءاً من المنتجين اللبنانيين وتكريسهم لهذه الصورة، مروراً بدخول عارضات الأزياء إلى المجال الدرامي، فيما نجحت قليلات منهن في كسر هذه الصورة وإثبات الذات.
وإلى مصر التي تصرّ بعض الأعمال الدرامية فيها على تصوير المرأة اللبنانية (ومعها المغربية) على أنّها مجرّد أداة جنسية.

أخيراً، أثار مسلسل «ريح المدام» (سيناريو تامر ابراهيم، حوار ولاء الشريف وإخراج كريم العدل) على قناة «النهار» المصرية ضجة وسخطاً عارمين، إذ تصوّر إحدى الحلقات امرأة لبنانية شقراء جميلة، ترتدي ثياباً مكشوفة، وتعمل سائقة أجرة.
الرجلان المصريان الموجودان معها في السيارة، لا يريان فيها إلا مصدراً للشهوة. والأنكى أنّهما يردان على اتصال هاتفي من صديقها الذي يخبرهما بأنّها خانته ونشرت صورها مع عشيقها عاريين على النت. كما أنّهما يشبّهان هذه المرأة بأنها «مكنة».
رأينا أيضاً كمّ التعليقات التي انهالت على مسلسل «الحرباية» (كتابة أكرم مصطفى، وإخراج مريم أحمدي) الذي تؤدي بطولته هيفا وهبي، وصبّت بغالبيتها في خانة انتقاد النجمة اللبنانية لكشفها أنحاء من جسدها، مع إهمال كلّي للحديث عن الأداء أو حبكة العمل. مثلاً، ركّز أحدهم على ارتداء وهبي قميص نوم في منزلها يظهر جزءاً من صدرها. وإن دل هذا على شيء، فعلى تكريس صورة المغنية اللبنانية كنجمة إغراء لا أكثر. تلك الصورة ربما أسهمت فيها الأخيرة في المنحى الغنائي مقابل محاولتها الخروج منها عبر الدراما. لكن يبدو أنها لم تنجح في ذلك بعد.
ومنذ فترة، انتقدت النجمة السورية أمل عرفة الفنانة اللبنانية نيكول سابا من دون أن تسميها، على خلفية انتمائها إلى «وجوه الشمع»، في إشارة الى دورها في مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة» (كتابة نور الشيشكلي وإخراج هشام شربتجي) الذي تلعب بطولته إلى جانب الممثل السوري باسم ياخور وآخرين. وقتها، ردت سابا في برنامج «الحلقة الأخيرة» على mtv بأن على النجمة السورية أن تفصل بين عمل سابا في الكليبات والغناء وجلسات التصوير الترويجية، وبين التمثيل الذي قد يتطلب منها أحياناً الخروج بوجه من دون ماكياج.
طبعاً، حالة نيكول شبيهة بهيفا، لجهة ارتباط الصورة التسليعية بهما، مع فارق في تجربة المغنيتين. فنيكول سابا التي دخلت إلى مصر من أوسع الأبواب بمعيّة «الزعيم» عادل إمام في فيلم «التجربة الدنماركية» (2003)، أسهمت بلا شك في تكريس صورة المرأة اللبنانية المحصورة بأدوار الإغراء.