المهرجان الذي أطلقته «مؤسسة سمير قصير» في بيروت، إحياء لذكرى الصحافي الشهيد، يدخل دورته التاسعة هذه السنة. تجدد المؤسسة موعدها بإقامة «مهرجان ربيع بيروت» الذي يستمر خمسة أيام، فيما يقتصر برنامجه على أربعة مواعيد مجانية ستقام في «مسرح المدينة» و«ميوزكهول» و«مسرح دوار الشمس»، وفي «حديقة سمير قصير».
تنوّعت عروض المهرجان في الدورات السابقة من الرقص المعاصر إلى السيرك والتجهيزات الفنية والمحاضرات والنقاشات، مع الحرص على إقامة توازنات بين دعوة تجارب معروفة ودعم المشاريع الجديدة والشابة. الدورة التاسعة التي تنطلق مساء اليوم وتستمر حتى السابع من حزيران (يونيو) الحالي تحتفي بالفنون الأدائية بشكل خاص من خلال الرقص والمسرح، إلى جانب الموسيقى والغناء.
الإفتتاح عند الثامنة من مساء اليوم مع الثنائي الراقص الآتي من نيويورك آرت بريدغمان وميرنا باكر اللذين يقدمان عرضيهما «تذكُّر ما لم يحدث مطلقاً» (2015) و«تحت الجلد» (2005) مازجين الفيديو بالكوريغرافيا.

يوغل عصام أبو خالد في الواقع السياسي العربي الراهن

ثم هناك موعد غنائي مع التونسية درصاف حمداني التي أحيت أبرز التجارب النسوية الطربية الأصيلة مثل أم كلثوم وأسمهان وفيروز، وصولاً إلى الأغنية الفرنسية من خلال باربرا. موسيقياً، سيقدّم رامي وبشار خليفة أمسية على البيانو برفقة عازف التشيللو وابن عمّهما ساري خليفة. وفي ختام المهرجان يطلق المخرج اللبناني عصام أبو خالد عرضه الجديد بعنوان Carnivorous الذي أنتجته «مؤسسة سمير قصير».
تلتحق هذه المواعيد بالأسماء العربية والأجنبية الكثيرة التي مرّت على سنوات المهرجان التسع؛ المسرحي اللبناني وجدي معوّض، وعازف الكلارينيت السوري كنان العظمة، والمسرحية التونسية الراحلة رجاء بن عمار، والموسيقي اللبناني زاد ملتقى والفرنسي أليكسي مونكورجي، والروائي المغربي الطاهر بن جلون، والشاعر اللبناني بول شاوول وغيرهم ممن استقبلهم المهرجان.

الدورة التاسعة من «مهرجان ربيع بيروت»: من 3 حتى 7 حزيران (يونيو) ــ أماكن متعددة من بيروت ـــ للاستعلام: 01/397334





البرنامج

فرقة «بريدغمان ــ باكر» للرقص
س: 21:00 اليوم ــ «مسرح المدينة»


تفتتح فرقة «بريدغمان ــ باكر» المهرجان بعرضي «تذكُّر ما لم يحدث مطلقاً» (2015) و«تحت الجلد» (2005). الفرقة التي أطلقها الثنائي آرت بريدغمان وميرنا باكر في نيويورك نهاية السبعينيات، أدخلت الفيديو إلى عروضها عام 2002، ليتحوّل إلى عنصر أساسي من تصميم الرقصة وحركتها. وفي المزج بين الفيديو والحركة، هناك مزج مفاهيمي مواز بين الواقع والافتراضي، بين الحقيقي والصورة، حيث يدعو الفيديو عوالم أخرى بديلة عما نشاهده على الخشبة. يتطرّق عرض «تحت الجلد» إلى الحياة الخاصة للثنائي الذي تنعكس صورته وبعض الحروف والرسائل على الشاشة برفقة موسيقى لعازف الساكسوفون كِن فيلد. أما في «تذكّر ما لم يحدث مطلقاً»، فلا يتنازل الثنائي عن الجانب البصري، إذ يحاكي الفيديو المكرر واللامتناهي حركات الراقصين ويصبح امتداداً لها وللفضاء المسرحي بأكمله.



درصاف الحمداني
6/6 ــ س: 21:00 ــ «ميوزكهول»


الصوت الطربي الأصيل حاضر في المهرجان مع المغنية التونسية درصاف حمداني التي تعود إلى بيروت، بعد عامين على تقديمها أمسية فيها. رغم ارتكازها إلى الموسيقى الشرقية والعربية الأصيلة، إلا أن المغنية والباحثة التونسية حمّلت أعمالها بخلفيات موسيقية متعددة. في باكورتها الصوفية «نشوة: رباعيات الخيام» (2011) التي تعاونت فيها مع الموسيقي الإيراني علي رضا قرباني، قدّمت أشعاراً لعمر الخيام وجلال الدين الرومي. وفي «أميرات الأغنية العربية»، وجّهت تحية إلى أم كلثوم وأسمهان وفيروز، مستعيدة أغنياتهن. أما حفلتها المرتقبة في «ميوزكهول»، فتستند إلى ألبومها الأخير «باربرا ـ فيروز»، الذي يعدّ حواراً موسيقياً وغنائياً بين أعمال فيروز والمؤلفة والمغنية الفرنسية الراحلة باربرا. باللغتين العربية والفرنسية، ستقدّم أغنيات للفنانتين، في محاولة لالتقاط السمات الموسيقية والصوتية المشتركة بين تجربتين تختلفان ثقافياً.



رامي وبشار خليفة
4/6 ــ س: 21:00 ــ «حديقة سمير قصير»


في «حديقة سمير قصير»، يحيي رامي وبشار خليفة حفلة موسيقية على البيانو برفقة عازف التشيللو ساري خليفة. دشن الموسيقيان الشابان تجربتيهما المستقلتين عن تجربة والدهما مارسيل خليفة، رغم مشاركتهما وتأثرهما فيها وانضمامهما إلى فرقته «الميادين». رامي خليفة الآتي من خلفية في الموسيقية الكلاسيكية، طوّر أسلوباً تجريبياً ومعاصراً في العزف على البيانو. أطلق أسطوانات فردية كلاسيكية مثل «بيانو كونشرتوز» عام 2007، وأخرى بخلفية كلاسيكية لكنها تنحو إلى التجريب كما في «فوضى» (2009)، بالتزامن مع عمله الحالي مع فرقة AUFGANG. في المقابل، انفتح عازف الإيقاع والبيانو بشار على أنماط موسيقية مختلفة من الترانس، والشرقي، والروك بأشكاله المختلفة بدءاً من باكورته Oil Silk عام 2010 وصولاً إلى «يا بلد» (2016). في الحفلة، سيعزف الثنائي على البيانو مقطوعات كلاسيكية، وأخرى جديدة من تأليفهما.

«كارنيفوروس» لعصام أبو خالد
7/6 ــ س: 21:00 ــ «مسرح دوار الشمس»


بعد عرض الدمى «مأساتي» (2016) الذي حمل نقداً سياسياً واجتماعياً عبر مونولوغ طويل وساخر سمعناه بلسان دميته الهستيرية، يوغل عصام أبو خالد هذه المرّة في الواقع السياسي العربي الراهن من خلال الحياة الأسرية الروتينية لزوجين في عرضه الجديد Carnivorous أو «آكلي اللحوم» الذي أنتجته «مؤسسة سمير قصير». وحين يأتي ما يكسر روتين الضغط اليومي على العائلة، سيكون تفجيراً يمسّ حياتهما بشكل مباشر. انطلاقاً من الواقع الأمني الذي لا يكاد يفارق بيروت ولبنان والعالم العربية في المجمل، يتعامل المخرج المسرحي اللبناني مع موضوع التفجيرات من منطلق اجتماعي. العرض الذي تؤديه زوجته الممثلة برناديت حديب، والممثل سعيد سرحان، بالتعاون مع سرمد لويس، يركّز على الضحايا وردود الأفعال والعنصرية التي ترافق هذه الأحداث الدموية معرياً المجتمع وممارساته المألوفة.