مقالات مرتبطة
-
مشاهير العالم: مرثية افتراضية لـ"الخالد" نادين كنعان
The Rise and Fall of Ziggy Stardust and the Spiders from Mars، و«هالووين جاك» في ألبومه الثامنDiamond Dogs (1974)، و«علاء الدين ساين» Aladdin Sane (1972) الذي يحاكي فيه سكزوفرينيا أخيه، و «الدوق الأبيض النحيف» في Station to Station (1976). ألم تكن شخصياته الفانتازية، إلا مرادفاً بصرياً لتساؤلات صارخة حول الهويات والجندرية والتناقضات بتعدد أشكالها؟ أو لحالات نفسية قصوى كالهلوسة والبارانويا وفضاءات الذاكرة والوقت والبحث الدائم عن انتماء ما؟ بقي التجريب بزئبقيته الحجر الثابت الوحيد في تجربته، وأداته الوحيدة لإخماد نهمه وللتورط بكل ما يستطيع فعله، لدرجة أنه اعتبر لاحقاً أن اعترافه بأنه مثلي الجنس يوماً لم يكن سوى نوع من التجريب الجنسي. وضعه التجريب الموسيقي والبصري في الطليعة، وفي قلب الحياة الثقافية والاجتماعية الغربية المعاصرة. رغم ذلك، بقي محتفظاً بذلك الشريط الزمني الذي يجمع الحداثة والنوستالجيا معاً، فبقي الجمهور والنقاد مدينين له بتلك الدهشة الأولى التي ترافق كل عمل. موسيقياً حمل ألبومه الثاني «الرجل الذي باع العالم» (1970) تأثيرات روك ثقيلة وصوتاً أكثر صخباً وحنقاً تحديداً أغنية all the mad men التي أهداها إلى أخيه، مواصلاً نبشه في ترسبات المشاعر الإنسانية. وجاء ألبومه Station to station عام 1976 مثقلاً بالمخدرات والكوكايين ممزوجاً بالفانك والروك والبلوز. في برلين أنجز ثلاثيته الخالدة Low (1977) و Heroes (1977) وLodger (1979) التي طوّر فيها نوعاً من الروك التجريبي والموسيقى الإلكترونية. لينتقل بعدها إلى موسيقى الديسكو التي أحبها دائماً وتحديداً الـ Dance Rock فيLet's Dance (1983). أسئلته الوجودية التي طاردته دائماً، لم تبعده عن الجمهور الكبير، حيث سماه البعض فنان البوب محقق مبيعات نحو 140 مليون نسخة من ألبوماته اـ 25. في المقابل، تركت تجربة بووي تأثيراً في معظم أنماط الروك أهمها البانك روك، بينما جسد أيقونة لبعض الفرق والمغنين اللاحقين مثل slash ودايف غرول وفرقة «ميتاليكا» و«نيرفانا» التي قدّمت أغنيته «الرجل الذي باع العالم» بنحو مميز. واصل بووي مسيرته لنحو خمسة عقود، متأثراً دائماً بكل الفنون والآداب مثل ماتيس وألبير كامو وشارل بودلير وجورج أورويل وآندي وارهول، وصولاً إلى دامين هيرست، إلى جانب السينما التي شارك فيها ممثلاً في أفلام عديدة مثل Basquiat و The Last Temptation of Christ و Dream On في السبعينيات والثمانينات تحديداً. أخيراً، سقط بووي من دون أن يتمكن أحد من التقاط صورة أو وجه موحد له، ربما لم يكن سوى «نجم أسود»، كما أعلن في ألبومه/ النبوءة الأخير الذي غلبت عليه نغمات الجاز، أو لعله مجرد «رجل لم يكن موجوداً» منذ البداية.