على مقالين اثنين من صحافة العدو «يديعوت أحرونوت» و«معاريف»، ظهرت أول من أمس، صورة ماريا معلوف للمرة الأولى. «الفضل» في ذلك هو تغريداتها الأخيرة التي دعت فيها «إسرائيل» الى اغتيال أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وتنفيذ غارة جوية لتحقيق ذلك، لتثبت أنها «تريد السلام»!
هكذا، نشرت كل من الصحيفتين المذكورتين صورة معلوف الى جانب السيد نصر الله (معاريف)، كما استشهدت بالتغريدتين الأخيرتين لها، ومقابلتها يوم السبت الفائت مع قناة mtv في برنامج «الحلقة الأخيرة» (يديعوت أحرنوت).
إنها ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها معلوف «حزب الله» وتتهمه بشتى عمليات الاغتيال، بغية جلب الأضواء، واستمرار تكرار اسمها في الإعلام، بعد انتقالها الى الضفة المقابلة لعملها السابق. لكن الجديد هذه المرة، هو تناولها من قبل صحافة العدو، وإعادة عرض كلامها، والتذكير بمواقفها السابقة ضد «حزب الله». الصحيفتان ركزتا على عدائها للحزب، وقدرتها الاستفزازية لجمهوره وقواعده. كما وصفتها «معاريف» بـ «إحدى الشخصيات المركزية التي تعمل في لبنان ضد حزب الله»، وركزت على «الجرأة» التي تتمتع بها في طرح مواقفها المعادية، و«تجاوزها كل الخطوط» في دعوتها إلى اغتيال السيد نصر الله. وجرى الحديث في الصحيفتين عن الملاحقات القضائية التي تتعرض لها في لبنان، آخرها دعوى جزائية رفعها المحاميان أشرف الموسوي وجيمي حدشيتي، الى النيابة العامة التمييزية في بيروت بتهم «التحريض على التصفية والقتل»، و«دسّ الدسائس لدى العدو»، بالإضافة الى «إضعاف الشعور القومي»، و«إثارة الحرب الأهلية»، و«الفتنة».
وعادة ما يلجأ إعلام العدو الى الاستشهاد بنماذج كماريا معلوف، بغية تبيان أنّ الجبهة الداخلية اللبنانية مضعضعة، وأن هناك أصواتاً ترتفع في وجه «حزب الله» والمقاومة، بغية بث روح من الارتياح لدى «الإسرائيليين»، وطمأنتهم إلى أنّ في لبنان من يقف ويرفع صوته بل يدعو «إسرائيل» الى قتل رأس المقاومة في لبنان. كان يمكننا تجاهل اسم ماريا معلوف، وتوفير هذه المساحة المعطاة لها هنا. لكن، بات من المخجل جداً أن يستشهد إعلام العدّو بصحافية لبنانية، لم تكتف بالعداء للمقاومة، وانتقادها، بل دعت «إسرائيل» إلى قصفنا! التغريدتان اللتان أثارتا الجدل، بيّنتا عن مراهقة فكرية سرعان ما تحولت الى طبق رئيسي في الصحافة العبرية التي احتفت بصحافية فشلت طرق دخولها الى عالم تقديم البرامج، وهبطت صدقيتها الى الصفر، فوجدت في موقع تويتر ضالتها. هنا، بدأت تطلق المواقف الحادة والتحريضية، والطائفية في الكثير من الأحيان. مواقف أعطتها زخماً عند خصوم «حزب الله»، وهجوماً واسعاً وساخراً عند جمهور المقاومة، فبات اسم ماريا معلوف لا يقترن سوى بهذا النوع من الرداءة، والفضائح، وانتقل من الداخل اللبناني الى أحضان العدو الإسرائيلي.