قد نشعر بأنّ كلمة طفل التي ترددها نادين توما، هي مجرّد ذريعة أخرى لتقديم إبهار بصري وكتابي لكل الفئات العمرية. أليس هذا تحديداً ما تفعله «دار قنبز»؟ بأدوات ووسائل فنية غائبة كلياً عن المناهج التعليمية، اقتحمت دار النشر اللبنانية المستقلة عالم الأطفال عام 2006. ممارسات لا تغيب عن «مجلة قنبز»، حلم الدار الجديد. بعد جهد تخطيطي وتنفيذي قامت به توما مع عدد من الفنانين والكتّاب على مدى ثلاث سنوات، ستطلق الدار «مجلة قنبز» اليوم في «المتحف الوطني» في بيروت. تأتي المجلة إذاً، تكريساً لفلسفة الدار، كما تقول المؤسِّسة والفنانة نادين توما. فلسفة، تستند برأيها إلى العمل الجماعي، لإنتاج أعمال لبنانية عبر رؤية بصرية جديدة، والأهم باللغة العربية. رغم التطور الذي شهده أدب الطفل خلال السنوات الأخيرة، تستغرب توما الاستخفاف الذي لا تزال تتعامل به الجهات الثقافية في العالم العربي مع الطفل والعائلة. استكمالاً للمنشورات والمعارض وعروض الحكواتي التي قامت بها الدار في السنوات الماضية، تأتي المجلة لتحرير الطفل من التلقين ومن فوبيا اللغة العربية، لمحاكاة حساسيته ومخيلته. المجلة الجديدة، التي ستتبنى في كل عدد جديد ثيمة واحدة تتناولها جميع الأبواب، تطلق عدد «صيف 2015» بثيمة الطيران، التي ارتبطت بالدار (بدءاً من اسمها) ونشاطاتها. وإذا كانت الثيمة تبدو مألوفة وضيقة في البداية، إلا أنّ المفاجأة ستطالعنا بين صفحات المجلة.

عصافير «قنبز» الخارقة ستسافر بنا إلى فندق «بارون» في حلب وإلى «المتحف الوطني» اللبناني، وإلى سدّ عمّيق، وإلى حقل الذرة لتلاحقنا طيارة ألفريد هيتشكوك في North By Northwest. هذا مجرّد اختزال تشجيعي لمحتوى المجلة، إذ إن العدد الأول يلجأ إلى الخرائط والتاريخ والسياسة والجيولوجيا والسينما والعمارة والآثار والميثولوجيا (أبواب المجلة) ضمن قالب تفاعلي، فكاهي، يبدد تلك الهالة المتزمتة التلقينية التي تحيط بالتعليم. لا يمكننا أيضاً تجاهل الألوان والجهد الغرافيكي والبصري واللغوي المبذول.

مشاركة سمير الصايغ،
منى الحلاق، دافيد حبشي، رائد الرافعي وغيرهم

لهذه الغاية، دعت توما مجموعة من الفنانين والمعماريين والأكاديميين، من خلفيات متنوعة أمثال سمير الصايغ، منى الحلاق، دافيد حبشي، سيفين عريس، رائد الرافعي، جوان باز، جهاد توما، ولين شرف الدين التي أنجزت التصميم الغرافيكي المميز للمجلة.
عند الحادية عشرة من صباح اليوم، يبدأ اليوم الطويل للاحتفال بإطلاق المجلة لينتهي عند الخامسة بعد الظهر. في «المتحف الوطني» في بيروت، سيستقبل فريق «قنبز» الزوار، للقيام برحلة داخل المتحف والتعرف إلى الأغراض والمنحوتات التاريخية المتعلقة بالطيران. أما نادين توما الحكواتية، فستقدم عرض «حبة الرمان» الذي يتمحور حول الطيران أيضاً. «يا حجل الحكاية حيّكلي حكاية تإلبسها عباية وطير فيها عالشام عبلاد الرمان وارجع فيها عحيفا عبلاد البردقان وكمل فيها عصور عبلاد الأرجوان»، تبدأ الحكاية لتتبعها اكتشافات وألعاب وأنشطة أخرى في الحديقة العامة للمتحف مثل رحلة في المنطاد، ولعبة الوزّة... وتزامناً مع إطلاق المجلة الورقية، ستطلق الدار نسخة رقمية تفاعلية، حيث تنتظرنا هناك أفلام وثائقية وموسيقى وتسجيلات صوتية قصصية، ومنصة تفاعلية.

* إطلاق «مجلة قنبز»: من الحادية عشرة صباحاً حتى الخامسة بعد الظهر ــ المتحف الوطني» في بيروت. للاستعلام»:
01/380533