كان يفترض أن تنطلق عروض فيلم الأنيمايشن «العودة» (إخراج الإيراني محمد همداني) في الصالات اللبنانية في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، لكن العرض الأوّل الذي جرى قبل هذا التاريخ بيومين في «غراند سينما» (سنتر غالاكسي) كان الأخير أيضاً، إذ جمّده الأمن العام بعد بلبلة أثيرت على مواقع التواصل الإجتماعي. غير أنّ القرار الرسمي خرج أوّل من أمس بالسماح لهذا العمل، بعد إجتماع جهاز الرقابة التابع لهذه المؤسسة، على أن تبدأ العروض مجدداً في جميع الصالات اللبنانية في نهاية الشهر الحالي. فيلم التحريك الذي تنتجه شركة «ميم» للإنتاج الثقافي والإعلامي بالتعاون مع شركة «آيات» للإنتاج الفني، يأتي بعد «أميرة الروم» (2015)، ويطل على منطقة نجران في اليمن، بين القرنين الخامس والسادس. منطقة كانت معبراً للرحلات التجارية بين المدن. يكلّف البطل بقتل رجل الدين، لكن بعد التقائه بشخص آخر، يغيّر رأيه ومسار حياته، بعدما كان واقعاً في حيرة بين الحب والثروة من جهة والإيمان من جهة أخرى. من هنا، أتت تسمية الفيلم «العود». يعدّ الشريط من أضخم إنتاجات الأنيمايشن في المنطقة، واستغرق انجازه عامين ونيّف. كذلك، تميّز باستخدام أحدث التقنيات الثلاثية الأبعاد، وبمحاكاة هذه المدينة اليمينة وفنون عمارتها. جهد فريق العمل على العناية بأدق تفاصيل هذه المدينة بمنازلها ونوافذها الخشبية، وحتى في تصميم الساحات والأماكن العامة، إضافة إلى حرص فريق الإنتاج على إستخدام الألوان والعناصر الحقيقية في مشاهد العمل، سيّما في تصميم الشخصيات الكرتونية التي كانت أقرب إلى الواقع، وعكست وجوهها الصفات الداخلية لكل شخصية. وكل هذا الجهد صنع في استديو sky frame في إيران.
لا شك في أنّ «العودة» يقدم مادة سينمائية ترفيهية بأعلى التقنيات، لكن ماذا عن الرسالة التي يتوخاها؟ يجيبنا مدير شركة «ميم» عباس شرارة، مؤكداً أن الشريط حرص على تقديم «صورة ترفيهية بديلة إلى جانب مضمون تثقيفي»، يصب في المفاهيم القيمية للإسلام والمسيحية على حدّ سواء، ويقدم فكرة العيش المشترك بين الأديان بغية مواجهة «ثقافة القتل: داعش». مُنع الفيلم من العرض في الكويت ومصر والأردن بسبب تخوّف هذه الدول من «نشر مفاهيم ثقافية» كما قال شرارة، لكن هل يحمل العمل أبعاداً سياسية؟ لا ينفي شرارة التلميح داخل الفيلم إلى مجموعة أحداث سياسية، بما أنّه يحاكي حقبة تاريخية محدّدة، إلا أنّه يركز على فكرة جوهرية داخل العمل وهي «محاربة الصهيونية».

فيلم «العودة»: بدءاً من 30 تشرين الثاني (نوفمبر) في الصالات اللبنانية