مع حلول المساء، خرجت أولى أغنيات فايا يونان (الصورة) الخاصة إلى الجمهور أوّل من أمس. إنّها «أُحِبّ يديك» (كلمات مهدي منصور، ولحن وتوزيع ريان الهبر) التي أرادت من خلالها المغنية السورية التعبير عن مشاعرها تجاه الوطن والحبيب، والتأكيد على أنّ «الوطن هو الأساس».
«عبّرت في هذه الأغنية عن اليدين اللتين تصنعان الخير»، تقول يونان لـ«الأخبار»، مضيفةً: «أحببت أن تكون الكلمات بالفصحى. ومن بين النصوص التي عُرضت عليّ، أحسست كثيراً بكلمات مهدي منصور، وجاء لحن ريان الهبر ملائماً تماماً للموضوع».
لكن ما القصد من المزج بين العربية الفصحى وموسيقى البوب؟ الجواب بسيط للشابة الحلبية المقيمة في السويد: «خلط كلّ هذه العناصر يأتي في سياق توصيل أغنية ذات قيمة فنية إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. أردت عملاً جاداً، لكن ليس موجّهاً إلى فئة معيّنة. وهنا تكمن الصعوبة». صحيح أنّ اللغة الفصحى طغت على الأغنية، غير أنّ الكلمات سهلة. كاتبها مهدي منصور راضٍ جدّاً عن العمل، ويرى أنّه «فينا كشباب ما يكفي من الحب والحرارة للتعبير عمّا أرادته فايا في نصّ يجمع الوطن والأرض والإنسان. فهي تُحدّث الوطن والحبيب، لكن بطريقة غير مباشرة. الهدف أن تكون الأغنية حلوة. وهي فعلاً كعملٍ متكامل لا تشبه غيرها، رغم أنّ الموضوع طُرح سابقاً».

وتابع منصور إنّ كلمات «أُحِبّ يديك» مستوحاة من كلّ شخص «يحب شخصاً ولا يستطيع الاستمرار في العلاقة في غياب الأرض».استناداً إلى كلمات منصور وفي سياق ولادة عمل مختلف وقريب من الناس، وضع الفنان ريان الهبر اللحن قبل أن يوزّعه لاحقاً. الموسيقى هادئة تميل إلى الكلاسيكية، وهذا واضح منذ البداية من خلال استعمال آلة التشيللو، واللحن عموماً «غير معقّد». وحين جاء دور التوزيع، مزج الهبر بين آلات عدّة. هناك القانون والناي، ثم التشيللو والسوبرانو ساكسوفون والبيانو والغيتار. وهذا أسلوب بات يُعرف به الفنان الشاب جيّداً: «صراحةً، لم أتوقّع أن تحقق الأغنية هذا الكمّ من الإعجاب في هذا الوقت القصير». ولاكتمال العمل، كان لا بد للصورة من أن تأتي ضمن السياق نفسه. الفيديو الكليب الذي حمل توقيع المخرجة نينا نجّار، بسيط ويجمع أشخاصاً «من البلد من أعمار ومجالات مختلفة». في الاستديو، عبّرت الفتاة التي كانت تمشي في الشارع عن أمنياتها لمستقبل أفضل لبلادها. فرأينا الطفل والراقص وعازف الرق والسيّدة التي تخبز على الصاج وبائع غزل البنات...
من الصعب مقارنة «أُحِبّ يديك» بـ«لبلادي» التي أنجزتها فايا سابقاً مع شقيقتها ريحان أو بأعمال أخرى مشابهة لجهة المضمون، لأنّه برأي فايا الأسلوب الذي اعتمد فيه «جديد». بعد حملة تمويل جماعي عبر الإنترنت بعنوان «انطلاقتي معكم»، ظهرت هذه الأغنية إلى النور. لن تسلك فايا يونان في الخطوة المقبلة الطريق نفسه، إلا أنّها على يقين بأنّها الآن كشفت للعالم نوع الفن الذي تودّ تقديمه «على أمل أن يطرق بابي المنتجون المناسبون».