لا يمكن لمتابعي الدراما أن يتوقّعوا عدد الأعمال التي تكتبها كلوديا مرشيليان. فقد إحتفلت قبل فترة وجيزة بعملها (بين مسلسلات وأفلام) رقم 50، في إحتفالية أقامها بعض أصدقائها. هذا الرقم قابل للتصاعد في سرعة قياسية. إذ كُشف أمس في مؤتمر صحافي عقد في أحد فنادق بيروت عن أبطال مسلسل «ثورة الفلاحين 1860»، بحضور كاتبته مرشيليان، ومخرج العمل فيليب أسمر والمنتج جمال سنان (إيغل فيلم).
مسلسل تاريخي يتألف من 60 حلقة ويخرجه فيليب اسمر
كشفت مرشيليان أنها كانت في طور كتابة عمل تلفزيوني، ثم توقفت عنه بعدما عرضت فكرة مسلسل تاريخي على سنان، فطلب منها التوقّف عن مشاريعها والتفرّغ للـ «ثورة». العمل المنتظر يتألّف من ستين حلقة ويروي قصة «الثوّار»، ولكن لن يتطرّق إلى ثورة الفلاحين التي قادها طانيوس شاهين بين عامي 1858 و1860 بشكل عام، بل سيتحدّث عن تلك الحقبة الزمنية من دون تسمية «الثوّار». يبدو إجتزاء أحداث المسلسل مُريحاً للكاتبة، مبرّرة ذلك بأنها تتحدّث عن فترة كانت تسيطر فيها العبودية والفقر، بعيداً عن الدخول في تفاصيل الثوّار والإقطاعيين (الحقيقيين). لكن كلوديا توسّع «بيكارها» قليلاً، عندما تعتبر أن المسلسل يتناسب مع الأحداث التي يشهدها لبنان حالياً، قائلة بصوت هادئ «أحداث العام 1860 هي نفسها 2016، لكن بدل الحمام الزاجل، وجد الواتس آب...». لكن هل سيُنفذ فعلاً مسلسل خارج من الواقع اللبناني أم أنه سيكون كغيره مجرّد عرض للأزياء وحوارات سطحية؟ يستغرق «ثورة الفلاحين 1860» نحو ستة أشهر من التصوير، ويعِدنا فيليب أسمر بعمل تاريخي لم نشاهد مثله قبلاً. كما في كل المؤتمرات التي تشهد إطلاق مسلسلات، فإنّ الوعود كثيرة، لكن النتيجة تأتي غالباً مخيّبة للآمال! على هذا المنوال، يشارك في «ثورة الفلاحين 1860» كل من: ورد الخال، إيميه صيّاح، وسام صبّاغ، كارلوس عازار، سارة أبي كنعان، فيفيان أنطونيوس، ووسام حنا وغيرهم الكثير من الممثلين. صحيح أن ماغي بو غصن لم تجلس إلى جانب أبطال المسلسل على المنصّة، لكن تمّ الإحتفاء بها بطريقة مبالغ فيها، فكيف لا وهي زوجة جمال سنان منتج العمل؟ إنتظرت ماغي طويلاً كي يصل إليها «الميكروفون» وتتحدّث عن دورها، فيفاجأ الحضور أنها لن تكون إحدى بطلات المشروع التاريخي، بل ضيفة على ست حلقات منه فقط. تتناول الممثلة «الميكروفون» لتشكر زوجها، وتقول «شهادتي مجروحة فيك!». من جانبه، يؤكّد المنتج أن عينه حالياً على الدراما اللبنانية بعدما كانت أنظاره موجّهة نحو الأعمال العربية المشتركة وكذلك المشاريع المصرية. وكشف سنان أن تتر المسلسل لن يكون أغنية، بل هو أوبريت يتناسب مع أحداثه. باختصار، مشروع جديد قيد التحضير سيبدأ تصويره خلال أيام، ولكن يبقى الأمل معقوداً على انجاز مسلسل خارج من رحم الحياة اللبنانية، بعيداً عن المظاهر الشكلية التي لم تتخلّص منها الدراما اللبنانية بعد.