ملك أغنية الراي العصرية. هكذا يلقبه جمهوره في الجزائر. إنّه الشاب حسام (1987) الذي يتربع منذ أكثر من خمس سنوات على عرش أغنية الراي العصرية على مستوى أسواقها المغاربية، لا الجزائرية فحسب. ابن مدينة وهران الذي طلّق عالم عرض الأزياء قبل الانتقال إلى الغناء، يعتبر اليوم ثالث «منتج» فني جزائري موجَّه للتصدير العالمي بعد الشاب خالد ومامي.
حققت «مالقري تفارقنا» أكثر من 40 مليون مشاهدة على اليوتيوب
النجاحات المتتالية التي حققها حسام منذ 2011 ـ السنة التي كرس خلالها احترافيته لهذا النوع من الغناء الذي وصل إلى العالمية عن طريق الشاب خالد ــ خلطت أوراق النقاد والمهتمين بالشأن الفني في الجزائر، بعدما أصابهم اليأس في إيجاد خليفة للشاب حسني ملك الأغنية العاطفية الذي اغتاله الإرهاب سنة 1994 خلال العشرية السوداء. بعد تجربة قصيرة في عالم عرض الأزياء، لجأ الشاب حسام إلى الغناء في مرحلة أولى كهاوٍ. كان ذلك سنة 2006. لكن حبه للغناء والمسرح وكمية الحب الذي تلقاه من الجمهور، أمران جعلاه يتخلى عن كل شيء، ليوجّه كل طاقاته للعمل الفني. سجّل نجاحه الأول عام 2012 بأغنية «أنا نعشق أنا ندلق» التي تعني باللبناني «أنا لبعشق أنا لبراضيك» التي لحنها له الموزع حبيب هيمون. بعد ذلك، جاء النجاح الباهر الذي حققته أغنية «خطيرة خطيرة» التي انتشرت كسرعة البرق في بلدان المغرب العربي ووصلت حتى بعض بلدان المشرق.
لكن المحطة التي غيرت بدون شك حياة الشاب حسام هي أغنية «مالقري تفارقنا» (2015) باللهجة الجزائرية التي تعني «بالرغم من انفصالنا». حققت هذه الأغنية أكثر من 40 مليون مشاهدة على اليوتيوب في أقل من سنة، مما يعتبر رقماً قياسياً في تاريخ الموسيقى الجزائرية، وكانت بمثابة المرحلة الانتقالية في المشوار الفني للشاب حسام. كيف لا وأغنية «أنت عشقك صعيب» التي كتب كلماتها ولحنها الاسم اللامع في مجال الأغنية العاطفية ربيع كاسطور، حققت أكثر من 13 مليون مشاهدة في أقل من أربعة أشهر؟ الشيء نفسه بالنسبة إلى أغنية «كلمة عمري ولات جوتابل». نجاحات الشاب حسام لا تقاس برواج أغانيه عبر اليوتيوب أو غيرها من شبكات التواصل الاجتماعي فحسب، بل أيضاً بالحفلات والمهرجانات التي يشارك فيها سواء في الجزائر، أو المغرب أو في أوروبا، خصوصاً أنّها تحقق إيرادات كبيرة.
بالنسبة إلى النقاد والصحافة المتخصصة، فإنّ سرّ النجاح والبروز المدهش للشاب حسام، يكمن في إطلاقه لـ «ستايل» جديد من أغنية الراي يتميز بدرجة كبيرة من الرومانسية والعاطفة واللحن المأخوذ من الراي بلمسات غربية وشرقية في آن واحد. وهناك أيضاً عامل آخر يتمثل في مواضيع أغنياته التي تتحدث عن ضعف الرجل حين يكون في أسمى حالات العشق. حسام أعاد أغنية الراي إلى عهدها الذهبي وألبسها ثوباً عصرياً وأنيقاً مزخرفاً بأداء مليء بإحساس كبير ولو أن وسامته وشكله ومظهره لعبت أيضاً دوراً كبيراً في رفع أسهم نجوميته في الجزائر وخارجها.