صحيح أن نيشان ديرهاروتيونيان لم يطلّ في رمضان الماضي بأيّ برنامج حواري فني كما جرت عليه العادة، إلا أنّ الإعلامي اللبناني انشغل بأعمال أخرى غير الإعلام. فقد خاض مقدّم «أنا والعسل» تجربة من نوع جديد تتمثل في جولات على اللاجئين في مختلف الدول العربية، بعدما قرّرت UNHCR (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) التعاون معه لتولي هذه المهمّة الإنسانية.
يقدّم سهرة جوائز Nansen في جنيف أوائل الشهر المقبل
لكن كيف جاء هذا التعاون الذي انطلق أوائل العام الحالي؟ في حديث إلى «الأخبار»، بدا نيشان سعيداً بهذه التجربة التي يصفها بأنها «مهمّة وبُعد جديدان. لقد كان رمضان هذا العام مختلفاً ذا طعم آخر، لم أستقبل الضيوف في ديكور جميل أمام الكاميرا، بل نزلت إلى أرض الواقع ولمست أوجاع اللاجئين». يوضح صاحب «مايسترو»: «خلال تواجدي على سفينة «شطّ بحر الهوى» أوائل الصيف الحالي، أوكلت إليّ مهام تقديم المزاد العلني لمؤسسة «أمل» (تقام بالتعاون مع المفوضية)، وأدّيتُ تلك الخطوة بكل اندفاع وشجّعت الحاضرين على التبرّع بقوّة وحماس. بعد ذلك المزاد، تلقّيت رسالة رسمية من UNHCR يخبرونني فيها عن اختياري كوجه مؤثّر في العالم العربي لتولي مهمّات إنسانية وزيارة المخيمات. الاختيار لم يكن عبثياً، بل جاء بناء على اقتراحات داخل المفوضية للاتفاق مع إعلامي عربي معروف يقوم بأنشطة إنسانية. كما تمّ تصوير إعلان لدعم اللاجئين شارك فيه نجوم من كل الدول من ضمنهم أنا والإعلامي المصري باسم يوسف». ويضيف نيشان: «شملت الجولات مخيّمي اشتي وعربت في العراق، ومخيم الدلهمية (قضاء زحلة)، ومخيم الزعتري في الأردن. لقد عدت من المخيّمات وأنا أقول: اخفضوا صوت ترفكم لأنّ صراخ الناس موجع، فعدد اللاجئين في العالم بلغ ٦٥,٨ مليون. لكن مهامي لن تقتصر على تلك الزيارات فحسب، بل سأزور اليونان في أواخر الشهر الحالي للقاء الجهات التي تتولّى مهام إنقاذ اللاجئين الذين يأتون بالبحر، وسألتقي هناك اللاجئين الذين هربوا من قساوة الحرب. كما أتحضّر في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل لتقديم سهرة جائزة Nansen (تأسّست عام 1954) التي تقام في جنيف وتنظّمها UNHCR وتعطيها لفرد أو جماعة أو منظّمة، تقديراً لتقديمها مساهمة متميّزة في موضوع اللاجئين أو المشرّدين أو عديمي الجنسية». عن تلك السهرة، يلفت نيشان إلى أنّ اختياره لتقديم الحفلة بمفرده أمر لافت، بخاصة الرسالة التي تلقّاها من المفوّضيّة، وتفيد «لقد تم اختياركم كأوّل إعلامي عربي لتقديم حفل جوائز الـ Nansen Awards منذ ١٩٥٤». ويضيف «من الجميل أن نسجّل مشاركة عربية في ذلك الحدث الذي تسلّط عليه الأضواء ويشهد حضور ناشطين من دول العالم». يصف نيشان مهامه الإنسانية بأنها أضافت اليه الكثير، فهي «تقع ضمن خانة توظيف الأضواء من أجل هدف إنساني نبيل. لن تقف المهمة عند تلك الزيارات، بل هي مفتوحة لأجل طويل». ويختتم بالقول «صحيح أنني سأتولى تقديم الاحتفال باللغة الإنكليزية في سهرة Nansen، لكني حتماً وبفخر سأوجِّه رسالة بلغتي العربية».