سيرة

  • 0
  • ض
  • ض

رائد المسرح اللبناني الذي خرجت من عباءته تجارب الستينيات الطيليعة، ولد في الفريكة (جبل لبنان) عام 1932 وسط عائلة غاب عنها الأب الذي كان في الأرجنتين. في مراهقته، مال أولاً إلى الرسم، فسافر عام 1952 إلى باريس حيث التحق بـ«المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة»، وتابع دروساً في المسرح والأدب في جامعة «السوربون» ودروساً في العزف على الكمنجة. كذلك، انضم إلى المحترف المسرحي الذي كان يديره روجيه غايّار (1893 ـــ 1970). خلال إقامته في فرنسا، شارك في عروض مسرحية عامة، إلى أن عاد إلى لبنان ليعين مستشاراً فنياً في إدارة «مهرجانات بعلبك». في عام 1960، سيضع اللبنة الأولى للمسرح اللبناني من خلال تأسيس «معهد التمثيل الحديث» عام 1960 الذي ضم الرعيل الأول من رواد المسرح اللبناني: أنطوان ولطيفة ملتقى، ريمون جبارة، ثيودوار راسي، أنطوان كرباج، ميشال نبعة، ميراي معلوف وغيرهم الذين سيشكلون لاحقاً «فرقة المسرح الحديث». قدّمت الفرقة مجموعة من الأعمال التي أطلقت العصر الذهبي للمسرح اللبناني، بدءاً من «أوديب ملكاً» لسوفوكل، و«أنتيغونا» لجان أنوي. وبعد انفصال أنطوان ولطيفة ملتقى عن الفرقة، قدم أبو دبس مجموعة من المسرحيات؛ أبرزها «الذباب» لسارتر (1963)، و«الازميل» لأنطوان معلوف (1964) و«الملك يموت» ليونيسكو (1965)، و«ملوك طيبة» (1966) و«فاوست» لغوته (1968)... في عام 1971، أسّس أبو دبس «مدرسة بيروت للمسرح الحديث» في كليمنصو. في هذا الفضاء، سينجز «الطوفان» في العام نفسه، ما حدا بمجلة L'Humanité إلى الاحتفاء به وذيوع صيته في فرنسا. الحرب الأهلية ستدفعه مجدداً للسفر إلى عاصمة الأنوار، حيث سيدير محترفات مسرحية بالتعاون مع وزارة الثقافة الفرنسية حتى عام 1997 موعد عودته النهائية إلى لبنان. مع رجوعه، سيؤسس «مهرجان الفريكة» السنوي ويواصل إعطاء الدروس في محترفه الذي خرّج ممثلين كباراً؛ على رأسهم ميراي معلوف وأنطوان كرباج.

0 تعليق

التعليقات