تستمر فعاليات «مهرجانات صور الدولية» حتى السبت المقبل بأمسية ختامية يحييها الموسيقار ملحم بركات (الافتتاح يوم الخميس الفائت أحيته فرقة «إنانا» السورية للرقص التعبيري). طوال الأمسيات الخمس («إنانا»، وعاصي الحلاني، و«الأكاديمية الروسية للرقص»، ومهرجان شعري لبناني وعربي وبركات) التي تقام على مدى أسبوعين، تخضع القوى الأمنية المنطقة المحيطة بالملعب الروماني في البص حيث تنظم الحفلات، لإجراءات مشددة تشمل تحويل السير من الطريق الرئيسية إلى شوارع فرعية. إجراءات أدت هدفين: فهي اولاً ضاعفت زحمة السير التي تشهدها المدينة يومياً طوال موسم الصيف بسبب حركة رواد المطاعم والمقاهي والخيم البحرية، وثانياً، عرّفت كثيرين أنّ في منطقتهم مهرجانات!لا تحتاج صور للمهرجانات الدولية كي تجذب الزوار. المدينة محتفلة دوماً حتى في رمضان، ببحرها ومطاعمها وعروض شارع المشاة الذي تنظمها بلدية صور مساء كل سبت. فنياً، تتوافر مختلف أنواع الفنون، من الحفلات الغنائية والراقصة في المطاعم إلى دورات وعروض الرقص والمسرح والموسيقى والغناء لا سيما في «مسرح اسطنبولي» الذي ينظم مهرجانات فنية طوال العام منها «المهرجان الدولي للمسرح» بشراكة مع مهرجانات عالمية. فماذا يبقى للمهرجانات الدولية؟ منذ دورتها الأولى بإشراف الفنان الراحل غازي قهوجي عام 1996، تربعت مهرجانات صور في الصف الأول بين زميلاتها القلائل حينها. ميزتها أنّها انطلقت بعد ثلاثة أشهر على عدوان عناقيد الغضب وصمدت عاماً بعد عام في ظل الاحتلال الإسرائيلي واستمرت بتميزها حتى 2006، عندما استبق عدوان تموز افتتاح دورتها السادسة بستة أيام. اللجنة المنظمة، التزمت الحداد في العام التالي. وفي 2008، استؤنفت بتعثر في «مركز باسل الأسد الثقافي» في صور وقانا وبنت جبيل. العودة الزاهرة سجلت في 2009 مع 24 أمسية على المدرج وفي حاصبيا والنبطية. في 2010، تجددت الأمسيات بمحطاتها الثابتة: العرس التراثي، ومهرجان الشعر والزجل المجاني.
في العام التالي، راعت اللجنة مآسي الجنوبيين في أفريقيا بعد انقلاب ساحل العاج. المآسي المالية ضربت اللجنة نفسها في الأعوام اللاحقة بسبب تأخر وزارة السياحة في صرف مستحقاتها كبدل عن الدورات السابقة. التعثر المالي أضيف إليه توتر أمني كادا أن ينسفا دورة هذا العام. لكن رئيسة المهرجانات رندة بري قررت بشكل مفاجئ قبل شهرين العودة «لكي لا نظل غائبين». بمن حضر، جهزت أربع ليال أي ربع البرنامج الاعتيادي. عود المهرجانات أحمد، لكن ملاحظات عدة وضعت على أداء اللجنة المنظمة والحضور القليل في حفل الافتتاح منها عدم إشراك الجمعيات الأهلية ومؤسسات المدينة في التحضير، والاستعانة بشركات ومطاعم من بيروت للتنظيم، إلى جانب الحملة الإعلامية والإعلانية الضعيفة وافتقاد مراكز بيع التذاكر في المدينة. «معكم حق» يقول مخرج المهرجان الفني نعمة بدوي. بدوره، ينتقد زحمة السير التي تؤخر وصول الجمهور وحصر بيع التذاكر بـ «فيرجن» وعبر الإنترنت. ولمن ينتقد تغييبه عن المهرجان، يسأله بدوي: «أنتم ماذا قدمتم للمهرجان؟»، مشيراً الى اجتماعات سنوية يعقدها مع الجمعيات والفعاليات للمشاركة. في النتيجة، هناك «أشخاص يتخذون موقفاً مسبقاً من المهرجان لأنه محسوب على جهة سياسية (حركة امل) وآخرون يتجنبونه لدواع دينية. وبعضهم يشترط المشاركة والدعم بدفع المال والجلوس في الصف الأول» يقول بدوي.
مع ذلك، لم تنفع التبريرات. أربع جمعيات ثقافية وفنية في صور طلبت من اللجنة المنظمة تخصيص أمسية لها لتقديم عروض تراثية على هامش البرنامج، إلا أن اللجنة رفضت لأسباب تقنية. بلدية صور عوضت لهم بمهرجان ترعاه في 24 تموز المقبل على مسرح «مركز باسل الأسد الثقافي».