يوجه تحية
إلى محمود درويش في «أندلس الحب»
يقول مرسيل: «نغنّي لننجو من عزلة الحروب الصغيرة والكبيرة. لم يكن ممكناً الصمت ولم يعد ممكناً في هذه الارض الطافحة «بالجعير» الدافقة بالأوساخ وبالقرف والعار. نعيش في محرقة ونبكي أوطاناً لنا قتلوها وأسكنوا فيها القلق والحسرة والتهديد والذل والخوف والظلم والقهر. مع ذلك، سنغني ونتطلّع الى أمل ما الى حنين ربما يأخذنا الى وطن جديد نغلق الباب على التاريخ ونفتحه على نجوم السماء. نغني ليستريح هذا الوطن وليأخذ قيلولة من العنف، ويرفع رأسه وينظر الى نجوم السماء وحوله هدوء الليل ونقاء الفجر، نغني لنخلخل ايمان المجتمع بكل معتقداته. نغني على أمل بتغيير الحياة نحو الجمال والحريّة والسعادة. نغني للحب لأننا لا نؤمن الاّ بالحب في هذا العالم الوحشي».
في ميناء الصيادين في البترون القديمة، يطلّ خليفة مع «سداسي الميادين»، ليترك للعود وللموسيقى أن تتكفّل إخراج ما في صدره «نغني في ٢٣ تموز في مهرجان البترون مع «سداسي الميادين» عن كل ذلك: عن أندلس الحب، عن المينا، عن الصيادين، عن النور، عن الطفولة، عن الهجرة».
وكان مرسيل قد وقّع عمله الموسيقي الغنائي الجديد «أندلس الحب» في ربيع هذا العام، إهداءً الى توأم روحه الفني، كما وصفه، محمود درويش، الذي أهدى الى مرسيل قصيدة «أندلس الحب» عام 1984، متمنياً عليه تلحينها. وحقّق خليفة الأمنية للشاعر الراحل في عيد ميلاده الخامس والسبعين.
يعبّر مرسيل عن فرحة عارمة بالحفلة الأخيرة التي قدمها مع الاوركسترا السيمفونية الوطنية في «كنيسة مار يوسف» في ١٧ حزيران (يونيو) مع كونشرتو للبيانو وكونشرتو للعود مع رامي خليفة وكنان ادناوي. حفلة وصفها بالرائعة والمميّزة جداً. ويطلعنا على حفلة أخرى ستقام في ٢٩ تموز (يوليو) مع فرقة موسيقى الحجرة في مكتبة الاسكندرية وتضم برنامجاً موسيقياً وغنائياً منوّعاً. وفي ١٣ أيلول (سبتمبر)، يقدم أمسية في «مهرجان الاْردن». وفي ١٥ أيلول، يشارك في مهرجان آخر في لبنان يعلن في حينه.
في كل عام، تضيف مشاركات مرسيل خليفة ما يليق بمهرجان ثقافي دولي. تعطي المهرجانات حقها ومرسيل وجمهوره بعضاً من حقّه، تعوّض عن غيابه عن الساحة لبعض الوقت بعد الحرب، وتصلح بعض ما سبّبه هذا الغياب. كما أن هذا المخزون الموسيقي المحلي المتجدد، الذي عبّر عن أجيال ومحطات من تاريخ هذا البلد، يغني عن مشاركات لفنانين عالميين للأسف، انتهت صلاحيتهم في الخارج، أو آخرين يُستقدمون بهدف الترفيه والتنطيط، فيضربون مفهوم المهرجانات الثقافية.