تزدحم سهرات المهرجانات هذا الصيف، وقد افتتحت تلك الحفلات مع عيد الفطر لتستمرّ حتى نهاية آب (أغسطس) المقبل. رغم أن الموسم الحالي بمثابة نسخة مكرّرة عن المهرجانات السابقة، إلا أنّه يحرّك نشاطات الفنانين بعد موجة ركود أصابتهم بسبب شهر رمضان. توزّع الفنانون على خريطة المهرجانات، وحجز كل واحد منهم مكانته الخاصة، وبدأت المنافسة بينهم لاكتساب إعجاب الحضور. بعدما افتتحت الدورة الحالية من «مهرجان أعياد بيروت» (في 7 تموز) بسهرة شرقية غنّى فيها أكثر من 20 فناناً بينهم هيفا وهبي، ثم أطلّ تامر حسني (8/7) لاحقاً، يتابع المهرجان حفلاته التي طغى عليها الحضور اللبناني. ففي 16 تموز، تطل نوال الزغبي بسهرة تحييها في الـ «بيال» (واجهة بيروت البحرية)، ثم وائل كفوري (22/7)، وايلين سيغارا في 29 تموز، ووائل جسار (2/8) ويُختتم المهرجان مع سهرة لإليسا في 4 آب. أسماء الفنانين ليست جديدة على الحدث الفني، لكن السهرة المنتظرة التي ستكون مختلفة، هي مع سعد لمجرد (26/7) الذي يطلّ للمرّة الأولى في إطار «أعياد بيروت».
يجتمع كل من نانسي عجرم وعاصي الحلاني وفرقة «مجد بعلبك» على خشبة مسرح الأرز
تكشف بعض المصادر لـ «الأخبار» أن المغني المغربي لن يقدّم أيّ أعمال جديدة، بل إنّ إطلالته ستكون عبارة عن استعراض غنائي راقص تجري التدريبات عليه حالياً. لمجرد الذي عرف شهرة واسعة من خلال أغنية «لمعلّم»، كان يُفترض أن يغنّي في بيروت قبل أشهر، لكن حفلاته كانت تتأجّل دوماً، إلى أن حطّ رحاله في «أعياد بيروت». على الضفة الأخرى، بات كاظم الساهر اسماً ثابتاً في «مهرجانات بيت الدين» الدولية. هذا العام يطلّ كالعادة في حفلتين في 5 و6 آب المقبلين. فقد وجد القائمون على الحدث الفني أن «قيصر الغناء» يتمتّع بشعبية كبيرة ويتنافس الحضور على شراء بطاقاته، لذلك استمرّ التعاون معه لسنوات عدّة، وربما سيكون حاضراً في المواسم اللاحقة أيضاً. يذكر أنّ بطاقات نجم «ذا فويس كيدز» (mbc) قد بيعت غالبيتها، تحديداً ذات الأسعار المقبولة، وكانت ترواح أسعارها بين 60 ألف ليرة و270 ألف ليرة. كما تحضّر «بيت الدين» سهرة فنية تحت عنوان «يا عاشقة الورد» وهي بمثابة تكريم الراحل زكي ناصيف، حيث يطلّ مجموعة من الفنانين من بينهم رنين الشعار لغناء أعمال الفنان. أما بالنسبة إلى «إهدنيات»، فإنّ الموسم الحالي تبرز فيه وجوه عربية، إذ تفتح ماجدة الرومي المهرجان (22/7)، على أن يطلّ كاظم الساهر في سهرتين (12/13/8). أصبحت المنافسة على الفنان العراقي واضحة بين «إهدنيات» و«بيت الدين»، لكن بحكم المسافة الجغرافية البعيدة بين المهرجانين، كان الفوز إلى جانب صاحب أغنية «أنا وليلى»، إذ يحضر في المهرجانين. من جهته، جاء إعلان «مهرجانات بعلبك الدولة»، عن مشاركة شيرين عبد الوهاب (26/8) في إحدى أماسيه، مفاجأة بالنسبة إلى محبّي الحدث الفني الشهير. إطلالة المغنية المصرية للمرة الأولى في «مدينة الشمس» وعلى المدرّجات الرومانية الشهيرة، سبّب صدمة لمتابعي السهرات الفنية. فقد وجد بعضهم أن شيرين لا تزال في بداية مشوارها الفني، ومن الصعب أن تقف على مسرح شهير في بعلبك شهد حضور أهمّ الفنانين العرب. لكن من جهة أخرى، يرى آخرون أن صاحبة أغنية «مشاعر» لا تقلّ أهمية عن عاصي الحلاني أو التونسي صابر الرباعي اللذين غنّيا سابقاً في المهرجان نفسه. ولكن من كان السبب الرئيس في دعم سهرة شيرين؟ تنفي بعض المصادر ما تردّد أخيراً عن أن علي المولى مدير أعمال صابر الرباعي، كان صلة الوصل بين بطلة «طريقي» ولجنة بعلبك. وكان المولى ساعد شيرين على التراجع عن قرار اعتزالها الذي اتّخذته قبل أشهر، وزارها في منزلها في مصر وأقنعها بالتراجع. ويعلّل المصدر أنّ القائمين على المهرجان اختاروا شيرين لأنّهم وجدوا فيها كل المواصفات لإحياء السهرة. على الضفة الثانية، كان العام الحالي فرصة لعودة «مهرجانات صور الدولية» بعد تجميد الحدث الفني أكثر من أربع سنوات بسبب الأوضاع السياسية. عاد المهرجان ليقدّم مجموعة منوّعة من الحفلات. اليوم (9 تموز)، سيكون الموعد مع عاصي الحلاني الذي سيطلّ بعد غياب عن المدينة الجنوبية. إطلالة «فارس الغناء العربي» ستكون ملفتة، لأنه يغيب هذا العام عن «مهرجانات بعلبك» التي اعتاد الحضور فيها. على أن يختتم ملحم بركات المهرجان في 16 تموز، ومن المعروف أن الموسيقار مقلّ بحفلاته هذا الصيف، لكن لصور حصة أساسية من سهراته. ينافس الحدث الفني في صور باقي المهرجانات التي تستضيف الفنانين اللبنانيين، ورغم أن سهراته لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، لكنه يُنعش الحركة في المدينة ويُعيد إليها بعض بريقها الذي فقدته بغياب المهرجان. أما بالنسبة إلى «مهرجانات الأرز»، فقد أخّرت حفلاتها هذا العام إلى شهر آب لتكون متميزة ولا تنافس غيرها. الافتتاح سيكون مع ماجدة الرومي (5 آب) في سهرة رومانسية تغني فيها قديمها الذي يعتبر بمثابة رصيدها الفني. وكانت بطاقات صاحبة أغنية «كن صديقي» قد بيعت غالبيتها وراوحت أسعارها بين 75 ألف ليرة (بيعت جميعها) و262 ألف ليرة. في 6 آب يجتمع كل من نانسي عجرم وعاصي الحلاني وفرقة «مجد بعلبك» على مسرح الأرز، وتستمر السهرة لساعات الصبح الأولى. وكانت نانسي غابت عن غالبية المهرجانات بسبب ارتباطاتها مع باخرة «شطّ الهوى» التي انطلقت مع عيد الفطر وتستمرّ أياماً عدّة. تسعى «مهرجانات الأرز» إلى التميّز كل عام، ولكنها تعتمد على المغنين المحليين من دون الاستعانة بأيّ نجم أجنبي. هذا الأمر يزيد من إقبال الحضور الذي يبحث عن فنانين معروفين ويملكون حضوراً قوياً على المسرح. لن يكتفي الفنانون اللبنانيون بإثبات حضورهم في المهرجانات المحلية، بل ستصل نجوميتهم أيضاً إلى مهرجان «جرش الدولي 2016». يفتتح المهرجان مع سهرة لوائل كفوري (21/7)، وفي 28 تموز تطلّ نجوى كرم على المسرح التراثي، وفي اليوم الثاني حجز وائل جسار حضوره في الحدث الفني الاردني. أما يارا فتستختم «جرش» في الثلاثين من تموز. باختصار، خريطة كبيرة توزّع عليها النجوم من أجل نشر بعض الفرح على وجوه الناس التي ملّت من الحزن والازمات السياسية التي تحيط بالعالم العربي. فأيّ حفلات ستكون الأكثر نجاحاً هذا الصيف؟