عبّاس كيارستمي: أيقونة السينما الايرانيّة

عبّاس كيارستمي: أيقونة السينما الايرانيّة

  • 0
  • ض
  • ض

تسرّبت الشائعات في الآونة الأخيرة، وسرعان ما تبعها تكذيب رسمي. بلى للأسف كان عبّاس كيارستمي، منذ آذار الماضي، يصارع ضدّ المرض الخبيث الذي غلبه أخيراً. في باريس، حيث كان يتعالج، توفّي السينمائي الايراني الكبير (والشاعر والتشكيلي والمصوّر)، كما أعلنت «الغارديان» البريطانيّة ليل أمس. بين أقرانه في إيران التي تمتاز بحركة سينمائيّة خصبة، ومتنوّعة الاتجاهات والاساليب، عباس كيارستمي (1940 ــــ 2016) الأشهر على الأرجح، منذ اكتشفه الغرب العام 1987 مع «أين منزل صديقي»، ثم «لقطة مقرّبة» (1990)، قبل أن يتوّج «مهرجان كان» فيلمه «طعم الكرز» بالسعفة الذهبية العام 1997. لكنّه كان خصوصاً الأقل صداميّة، مقارنة بجعفر بناهي أو بهنام غبادي أو محسن مخملباف الذي انتهى للأسف راكعاً لإسرائيل. مثل شجرة الزيتون التي يحبّها، تكيّف مع التربة القاسية. اختار أن يغوص في الواقع، مبتعداً إلى الريف غالباً، باحثاً في الحياة اليوميّة عن حكاياته، على طريقة رائعته «عشرة» (2002) التي تدور احداثها في سيارة تاكسي تقودها امرأة في طهران. شعريّة كيارستمي تقوم على معادلة بين الحلم والواقع، بين الحياد الظاهري والعبرة الاخلاقيّة. اعتبره المعلّم كوروساوا من كبار السينما العالميّة، وحيّاه تارانتينو، وذهب بعض النقاد إلى اعتباره خليفة روسيليني، ومن أعلام «الواقعيّة الجديدة». في العام 2000 أعدّ في باريس تجهيزاً من وحي طقوس «التعزيّة»، وصوّر في إيطاليا مع جولييت بينوش «نسخة طبق الأصل» (2010). وآخر أفلامه «كشخص عاشق» صوّره في اليابان قبل أربعة أعوام. كيارستمي معروف على نطاق واسع في العالم العربي، ويكنّ له الجمهور اللبناني محبّة خاصة، فقد زار بيروت مكرّماً في مهرجاناتها، أو مدرّساً في جامعاتها.

0 تعليق

التعليقات