بغداد | الجمهور البغداديّ على موعد اليوم مع عمل فنيّ مشغول بمستوى مُبتكر من التجريب بين فنون شتّى، رسالته الأساسيّة التأكيد على وجود الجمال وسط قبح الحاضر ويومياته الصعبة التي تحاصرها أنياب العنف والتكفير. ميزة عمل "سجادة حمراء" أنّه يكسر الأنماط السائدة للفعاليّات والعروض الفنيّة، على صعيد دخول الجمهور بدفعات إلى القاعة، ووجود قطع إرشاديّة لتوجّه خط سير الجمهور من أجل المشاهدة، حيث لا مقاعد ولا خشبة مسرح هناك، مثلما يمكن لأي أحد من الجمهور أن يكون مشاركاً في العمل.
«الأخبار» حضرت الاستعدادات الأخيرة للعرض أمس الأربعاء، والتقت مخرج العمل الفنّان جبّار جودي الذي قال: «لا أعرف هل أسمّي عملي الفنيّ عرضاً أم معرضاً! انّه خليط من هذا وذاك. نحن نعمل في منطقة المزج بين الفنون وإزالة الحدود بهارمونيا عالية. إنّه منطقة جديدة في الأداء والتلقّي، نحاول هنا أن نمزج بين تلقّي الفيلم السينمائيّ والمشهد المسرحيّ والمقطوعة الموسيقيّة ووسائل الميديا وتلقّي المعرض التشكيليّ. لا توجد مقاعد للمشاهدة بل هو تجوال بين المَشاهد الـ 11 التي تشغل صالة العرض المفتوحة. نعم إنّها 11 مشهداً تشتغل معاً وفي الوقت نفسه». وعن المقاربة التي يتضمنها العمل مع الراهن، يرى جودي أنّ «هذا العمل محاولة للوقوف في وجه الظلام والقمع، ولإثبات استمرار الجمال في حياتنا رغم الكثير من بشاعة القبح اليوميّ الذي نعيشه، نعم إنّه محاولة باتجاه الحفاظ على كرامة الإنسان وجماله».
أمّا سبب اختياره لقاعة المتحف الوطنيّ للفنّ الحديث (كولبنكيان) التي افتتحت منذ أسبوع، وليس أحد المسارح، فيوضح: «من المتعارف عليه في الوعي الجمعيّ أنّها قاعة لعرض الفنون التشكيليّة، والمفارقة أن يقوم مسرحي بتقديم عمله عليها لتأكيد المغايرة في أسلوب العرض، ومن دون تغيير جنسها من قاعة فنون تشكيليّة إلى قاعة مسرح مثلاً. إنّه استثمار للفضاء التشكيليّ لعرض المشاهد المسرحيّة والسينمائيّة والموسيقى وربطها بوسائل الميديا».
إذاً سنكون مع عمل أبطاله من الشباب أمثال الفنّانين ياس خضير وآشكي ناز، يرفض الحدود بين المفاهيم الفلسفيّة ويذوّبها في العمل الفنيّ، باعتماد أفكار وثيمات، ومن ثمّ محاولة تقريبها لصالح العمل الفنيّ وللمتلقي في المسرح وفنونه، ضمن رؤية إخراجيّة تسعى إلى خلق عوالم تنبثق من الواقع وتأخذنا صوب فضاءات مغايرة تُعنى بالجمال الذي نفتقد وجوده الدائم في حياتنا.

* "سجادة حمراء"، اليوم الخميس والأيّام التالية، السابعة مساء بتوقيت بغداد، قاعة المتحف الوطنيّ للفنّ الحديث (كولبنكيان)، الباب الشرقي- ساحة الطيران في بغداد.

الإعلان الترويجيّ لسجادة حمراء: