مقدَّمة من حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» (في لبنان) واللجنة اللبنانية للمقاطعة الثقافية والأكاديمية لـ «إسرائيل» (قاطعْ)
نحن الموقّعين أدناه،

ـ إيمانًا منّا بأنّ للفنّ والثقافة دورًا رئيسًا في التصدّي للإجرام والاحتلال والعنصريّة الإسرائيليّة؛

ـ وإدراكًا منّا بأنّ «إسرائيل» لا تدّخر جهدًا في تقديم «وجهها الأجمل» من خلال الفنّ والثقافة، بحيث ترسل إلى الخارج «كتّابًا وفِرقًا مسرحيّةً وتقيم مَعارض... كي لا يتمّ التفكيرُ فيها [أيْ إسرائيل] في سياق الحرب فقط» (بحسب تصريح نائب مدير عامّ الثقافة في وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة سنة 2009)؛

ـ وثقةً منّا بأنّ المشاركة في أيّ نشاطٍ فنّيّ أو ثقافيّ في «إسرائيل» تعزّز ادّعاءاتِها المغلوطةَ بأنّها «ديمقراطيّة متحضّرة» (بحسب كبير أساقفة جنوب أفريقيا دزموند توتو سنة 2010)، وتعطيها ورقةَ توتٍ للتغطية على نظامها الاستعماريّ والعنصريّ؛

ـ ويقينًا منّا بأنّ المقاطعة أسهمتْ في انتصار شعوبٍ كثيرةٍ على جلّاديها، وبأنّ المقاطعة الفنيّة والثقافيّة ـ تحديدًا ـ أسهمتْ في تقويض نظام الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا في ثمانينيّات القرن الماضي؛

ـ ولمّا كانت حركة بي.دي.أس (BDS) ـــ وهي حركةُ مقاطعةٍ فلسطينيّةٌ ذاتُ بعدٍ عالميّ، وجزءٌ مهمٌّ من المقاومة الشعبيّة الفلسطينيّة، وواحدة من أهمّ حركات التضامن في التاريخ مع نضال الشعب الفلسطينيّ ـــ تحقّق إنجازاتٍ اعتبرتْها المؤسّسةُ الحاكمةُ في «إسرائيل» بمثابة «تهديدٍ إستراتيجيٍّ من الطراز الأوّل» لنظامها الاستعماريّ برمّته؛

ـ ولمّا كانت هذه الحركة تتصاعد بشكلٍ لافتٍ على الصعيدين الثقافيّ والفنّيّ بشكل خاصّ، ومن مظاهر هذا التصاعد الأخيرة: 1) توقيعُ حوالى 1000 فنّان ومثقّف بريطانيّ عريضةً يتعهّدون فيها بألّا «يعزفوا أو يقْبلوا جوائزَ أو يحْضروا معارضَ أو مهرجاناتٍ أو مؤتمراتٍ، أو أن يديروا صفوفًا جامعيّةً أو ورشَ عملٍ [في إسرائيل]، حتى تحترمَ القانونَ الدوليَّ وتنهيَ قمعَها الاستعماريّ للفلسطينيين»، و 2) توقيع 500 فنّان في مونريال سنة 2010 عريضةً بتأييد حركة المقاطعة (بي.دي.أس)، ومثلهم فعل فنّانون في إيرلندا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة وغيرها؛

ـ ولأنّنا كلبنانيين من أكثر شعوب العالم اكتواءً بنار الصهيونيّة وزيف ادّعاءاتها الديمقراطيّة؛

لهذه الأسباب جميعها فإنّنا نؤكّد ما يأتي:

أولًا - عدم استضافة فنّانين أو مثقّفين أو أكاديميين عالميين متورّطين في دعم «إسرائيل» أو تلميع صورتها، إمّا بالتصريحات العلنيّة، أو بالمشاركة في نشاطات داخل الكيان المذكور، ضاربين عرضَ الحائط برسائلنا التي توثّق لهم بعضَ سياساتِ «إسرائيل» الإجراميّة والإحلاليّة والعنصريّة منذ تأسيسها. ويُستثنى من ذلك كلُّ مَن تَراجَعَ عن أوجه التواطؤ المذكورةِ هنا، أو جاءت مشاركتُه في نشاطاتٍ داخل فلسطين 48 تحت شعارٍ واضحٍ هو دعمُ الشعب الفلسطينيّ في مواجهة الاحتلالِ والاستيطان والعنصريّة، أو في أضعف الإيمان تحت شعار: دعم مقاطعة إسرائيل إلى حين التزامها بالقانون الدولي لجهة 1) إنهاء احتلال أراضي 67 والاستيطانِ فيها وإنهاء احتلال الأراضي العربية، 2) وإنهاء السياسات العنصريّة ضدّ فلسطينيي 1948، 3) واحترام عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجّروا منها عام 1948.

ثانيًا ـ مطالبة إدارة كلّ نشاط ثقافيّ أو تدريبيّ أو فنّي أو مهنيّ ذي طابع عالميّ، ولا يُعقد في الوطن العربيّ، إذا احتوى مشاركة جهاتٍ إسرائيليّة إلى جانب لبنانيين/عرب، بسحب دعوة هذه الجهات الإسرائيليّة، أو نقلِها إلى جلساتٍ لا يوجد فيها لبنانيون/عرب. فإنْ لم تتمّ الاستجابة لمطالبتنا تلك، دعوْنا المشاركين اللبنانيين/العرب وذوي الضمائر الحيّة من المشاركين العالميين إلى مقاطعة النشاط. ويُستثنى من ذلك فلسطينيّو 48، ما لم يكونوا جسرًا للتطبيع.

ثالثًا- تنسيق منظّمي المهرجانات واللقاءات والمؤتمرات مع «حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان»، ومع لجنة «قاطعْ» (اللجنة اللبنانيّة للمقاطعة الثقافيّة والأكاديميّة لإسرائيل)، من أجل تبادل المعلومات حول المتورّطين العالميين قبل إبرام العقود مع الجهات العالميّة وقبل إعلان البرامج الفنيّة والثقافيّة.

رابعًاً - الاتصال بالفنّانين والمثقفين العالميين الذين أعلنوا دعمَهم لمقاطعة «إسرائيل»، والعمل على دعوتهم إلى لبنان والتنسيق معهم في إصدار المواقف أو القيام بالخطوات التي تعزّز مواجهة الصهيونيّة.

خامسًا - القيام بحملة اتصالات داخل الوسط الفنيّ والثقافيّ في لبنان لنشر مبادئ المقاطعة وتوضيحها.

فليكنْ لبنانُ في طليعة حركة المقاطعة الفنيّة والثقافيّة والأكاديميّة العربيّة لـ «إسرائيل»، مثلما كان في طليعة حركة التجديد في الشعر والفنّ والنشر العربيّ. ولتكن هذه العريضة خطوةً متقدّمةً من أجل تشبيك جهود أنصار مقاطعة «إسرائيل» في لبنان مع نظرائهم العرب.

بيروت في 22/4/2016


للتوقيع الرجاء الاتصال بالرقم الآتي: 03434643

او الكتابة على العنوان:[email protected]

[email protected]