وسام كنعان«نحن في صدد العمل على مشروع تركي عربي كبير. أرادت الجهة المنتجة أن أتسلّم أنا المشروع كاملاً كمنتج منفذ، لكنني رفضت على اعتبار أن ذلك لا يندرج ضمن نطاق مسؤولياتي، فاكتفت بتسلمي الإشراف العام على العمل». سبق للنجمة السورية ديمة بيّاعة أن قالت هذا الكلام أثناء حوار قديم معنا (الأخبار 30/9/2014) من دون ذكر أي تفاصيل إضافية عن المشروع. مرّت شهور طويلة اعتقدنا أن الملف طوي، من دون أن يكتب له النور. لكن الحقيقة أن الكاميرا دارت فعلاً قبل أيام، لتلتقط الطبيعة الساحرة لمدينة أنطاليا التركية، وتحديداً في «منتجع ريغنوم السياحي» الذي يحوي فللاً رئاسية. هناك، تصوّر مشاهد المسلسل الذي تلعب بطولته بيّاعة ويحمل اسم «البيت الكبير» (تأليف علاء حمزة، وإخراج التركي خيال أصلان وإنتاج «الصدف للإنتاج والتوزيع الفني») ليكون أول عمل عربي يتم إنتاجه للسوق التركية. على أن يُعرض في رمضان المقبل مدبلجاً إلى اللغة التركية على تلفزيون TRT التركي، فيما تعرضه أهم المحطات العربية بحسب صنّاعه من بينها mbc، «دبي»، «قطر»، «الكويت»، «الراي»، «أبوظبي»، «النهار»، lbc وعدد من المحطات العربية التي يتم التفاوض معها.
يتقاسم البطولة مع ديما بياعة الممثل السوري الشاب جيرار أغابيشيان في اختباره الحقيقي الأوّل. رغم تخرّجه من «المعهد العالي الفنون المسرحية» منذ زمن طويل، إلا أن ظروف الحرب في بلاده حالت دون أن يأخذ فرصته المستحقة. وتشارك في العمل أيضاً مجموعة من الممثلين الشباب من سوريا وهم: بتول محمد، هلا الصياصنة، شادي يوسف. ومن السعودية، يشارك حسن العسيري، فيصل العمري، عبد العزيز السكيرين، الهام بوعزيز، ومن الكويت مريم حسين، منى حسين، عبير خضر. أما من المغرب العربي، فتشارك إيمان الغربي، حليمة السعدي، ابتسام أوكادير وعبد الرحيم الغزواني، ومن مصر حامد مرزوق، ومارتينا. وأخيراً يشارك من تركيا كل من سردار المشهداني، والمذيعة أسماء صائب أفندم، إيسكي، بدر يولجو. وعلى الرغم من أنه سبق أن صوّرت أجزاء من العمل في السعودية والمغرب ومصر، إلا أن غالبية مشاهده تصوّر في تركيا كونه يحكي قصة كوميدية تعكس التقارب بين الشعوب التي بات اجتماعها بديهياً في ظل الحياة الراهنة، من خلال مفارقات تعتمد التشويق والطرافة في الوقت ذاته. يبدأ العمل برسالة فيديو ينشرها رجل تركي لتصل الى الوطن العربي، فتجمع العديد من المواقف والقصص المضحكة، التي تعتمد في مكان ما على اختلاف اللهجات واللغات.
في حديثنا معها، تقول ديمة بياعة إنّها لم تشأ يومها الكشف عن معطيات المشروع نزولاً عند رغبة الجهة المنتجة. وتضيف: «ألعب شخصية فتاة سورية تهجّرت من مدينة حلب مع بداية حملات التهجير هناك، وتتعرض لحادث يفقدها أهلها. تلجأ إلى لبنان في درب شتاتها الطويل، وتضع نصب عينيها إيجاد أشقائها الذين تفرّقوا بسبب الحرب. وعلى الرغم من أن المسلسل يتخذ بعداً كوميدياً، إلا أن شخصيتي تنحو باتجاه مختلف يقترب من التراجيديا والاشتباك المباشر مع الظروف». وعن تقاسمها البطولة مع ممثلين شباب، تشرح بأنّ التجربة كانت مميزة بالنسبة إليها، بخاصة أنّ «هناك ممثلين تخرجوا في المعهد، وحكمت ظروفهم بأن يعيشوا في تركيا. وهناك، لم تكن أمامهم فرص كثيرة، على أمل أن تفتح لهم هذه التجربة أفقاً جديداً».
من جانبه، يقول السوري جيرار أغابيشيان: «خرجت من سوريا منذ عام 2012 ولم تكن معالم طريقي قد اتضحت بعد. لذا، فعمل بهذا الحجم مع ممثلين عرب وأتراك، وتحت إشراف مخرج تركي مهم، يعتبر فسحة مختلفة بالنسبة إليّ كممثل». أما عن اختلاف اللهجات وتعدد الجنسيات بين فريق العمل، فيقول أغابيشيان: «الانسجام هو السمة العامة لأجواء التصوير، مما مكّننا من تجاوز اختلاف اللغات واللهجات لإنجاز وجبة درامية دسمة، عساها تصنع متعة لمشاهد يعيش تشتتاً يومياً».