يلعب على رهاب الإسلام ويعززه في روايته «2084»لقد حصل كل هذا في توقيت ملاصق لافتتاح «الموسم الأدبي» في فرنسا وظهور «2084» على واجهة المكتبات إلى جوار نحو 589 إصداراً. يمكننا من هنا استعادة كلام ويلبيك الذي كان قد شغل بلد الحرية عندما قال «إن الإسلام دين أحمق». لكن كلامه في البرنامج إياه جاء على هيئة ترويج لرواية صنصال ولا يمكن تقديره بثمن وهو يأتي عبر شخصية هي الأكثر إثارة للجدل في فرنسا والأكثر قراءة ومبيعاً، رغم ظهوره النادر على شاشات الميديا الفرنسية وكراهية كُثر لشخصيته. حدث هذا مع صدور قوائم الأسماء المُرشحة لجوائز فرنسا الأدبية لتتحول «2084» ظاهرة على جميع اللوائح. لم يحدث هذا من قبل في التاريخ الأدبي في بلد فولتير. أيمكننا الاعتماد على فكرة الرهاب المُسيطرة على القرّاء هناك تجاه كل ما هو إسلامي؟
لقد سار صنصال على هذا الخط وكتب روايته «2084» عن مستقبل على هيئة مجتمع «آبيستان» الفاقد لمعنى التعدد والذي وقع تحت سلطة فردية مكرسة بشخص «آبي» الحاكم غير الظاهر على نحو حقيقي. من هنا تأتي حالة وقوع الجميع تحت ثقل وهيمنة الغيبيات والرضوخ لها مع التجهيز الدائم لمواجهة عدو لا يعرفه أحد. وهكذا تنمو فكرة «الخضوع» مع انتشار الفتاوى والذبح بالشبهة وتحول السلطة بين أيدي مجموعات من السفلة والغوغائيين وأفراد المخابرات.
على هذا يظهر عمل صنصال متسقاً مع حالة نقد الإسلام بصفة دائمة انطلاقاً من اعتماده على جماعة «رهاب الإسلام»، بدءاً من صاحب كتاب «الانتحار الفرنسي» إيريك زيمور، وآلان فينكلكروت (الهوية الشقية) وليس انتهاء ببرنار هنري ليفي المعروف بخبله ونفوذه في آن واحد، وبصداقته بميشال ويلبيك وكانا قد أصدرا قبل ثلاث سنوات كتاباً مشتركاً بعنوان «أعداء الرأي العام». وكل هؤلاء وقفوا إلى جوار صنصال عندما رفض مقاطعة معرض «باريس الدولي للكتاب» عام 2008 حين كان يحتفي بإسرائيل، كما وقفوا إلى جواره عندما قرر زيارة القدس وتعرض لانتقادات واسعة. مناسبة يتذكرها الصحافي ميشال غيرن في مقالة كتبها أخيراً في «لو موند»، منوهاً بأن صنصال «رجل حر ويجب أن يُقرأ». لكنّ أين كلام صنصال من مسألة الحديث عن ماكينة القتل الصهيونية وما تفعله؟ يذهب صنصال إلى القدس المُحتلة، لا يكتفي بالنشاط الثقافي الذي دُعي إليه، يزور حائط المبكى، ويبكي، آملاً الحصول على جائزة! يخسر واحدة منها في انتظار الإعلان عن الأخريات!