زياد تعب. خدم «خدمته العسكرية» في لبنان طوال 60 عاماً (تقريباً). تعب من الحرب التي زامنها منذ عمر الـ 17. يطلب تسريحاً أو عطلة، لا فرق، المهم أنه يريد أن يعمل ما يحب. والموسيقى هي ما يحب. يجد الموسيقي اللبناني نفسه مجبراً على تبرير هجرته البرلينية لجمهوره الواسع. يبررها بالجهد الذي بذله في بقائه أثناء الحرب وبعدها. يؤلم جوابه على سؤال الإعلامي جعفر عبد الكريم في برنامجه الأسبوعي «شباب توك» عن الهجرة. «ناطر الساعة» يقول زياد ويأمل أن يجد في ألمانيا المكان الذي يحويه ليعمل فيه ما يحب.
من كان ليتوقع أن صاحب أغنية «يا زمان الطائفية» أن يعرّف عن نفسه بطائفته إذا ما سئل عنها؟ استغرب الإعلامي عبد الكريم جواب الرحباني الصريح والشفاف وطبعاً، الموجع. كان موضوع الحلقة في التلفزيون الألماني الناطق باللغة العربية DW (Deutsche Welle) عن الطائفية في البلاد العربية. استضاف فيها الإعلامي اللبناني جعفر عبد الكريم ناشطين وأعضاء جمعيات من لبنان والعراق والبحرين. وفاز البرنامج الحواري «شباب توك» بالجائزة الأولى في صنف البرامج الحوارية خلال « المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون » في تونس.
لم يعرّف الرحباني عن نفسه بأنه لبناني فقط. اعتبر أنّ هذه المرحلة لم نصل إليها بعد. فالمجتمع، في لبنان تحديداً، مقسّم تبعاً للطوائف أكثر منها طبقات اجتماعية أو اقتصادية. يولّد ذلك مجتمعات صغيرة داخل المجتمع الواحد. النظرية «الواقعية» التي استنتجها الرحباني برأيه تستحق دراسة معمّقة. وما عزز الانقسام الطائفي في البلاد العربية ما سمي بـ«الربيع العربي». بالتأكيد، للاستعمار بكافة أشكاله الجغرافية والسياسية وغيره كانت البداية. واستمرت مع رجال وزعماء السياسة الحاليين وأحزابهم الطائفية. ما العمل؟ يسأل عبد الكريم ليستعيد الرحباني التحركات التي حصلت لإسقاط النظام الطائفي في لبنان عام ٢٠١١. لكنه رأى في مقاطعة الانتخابات خطوة مبدئية للحل. أما إذا ما أصبحت السلطة بيد الرحباني، ففصل الدين عن الدولة هو أول ما سيقوم به.
تمنى الرحباني في نهاية المقابلة ألا يستمر الوضع على ما هو عليه. أمل أن تعي الشعوب مصلحتها وتنهض من أجلها. وعبر عبد الكريم عن خيبته من سوء الوضع في لبنان بسؤال زياد، الرمز لجمهوره وكثير من اللبنانيين، عن هجرته. أجابه الرحباني «يسامحونا». ربما مهّد الرحباني لهجرته وإعلانه يأسه، كما كثير من اللبنانيين، من طرحه سؤالاً في ألبومه الأخير «ما العمل؟».