بغداد | من جديد، يدخل الفعل الإبداعيّ على خط الأزمات الإنسانيّة، تحديداً أزمة النازحين العراقيّين التي تفاقمت بعد دخول تنظيم «داعش» إلى مناطق عراقية، في حزيران (يونيو) الماضي. عند السابعة من مساء اليوم، تقيم حملة «أهلنا» (حملة شبابيّة عراقيّة لرعاية النازحين وعودتهم إلى ديارهم)، حفلة موسيقية خيرية يحييها نصير شمّة على خشبة «المسرح الوطنيّ» في بغداد.
سيقدّم الفنان والموسيقي العراقي (1963) مجموعة من أعماله القديمة في الغالب، من بينها مختارات من أسطوانة «أرض السواد» (2006)، كما سيطلّ على جمهوره أيضاً ببعض المقطوعات الجديدة التي تعزف للمرّة الأولى في بغداد. الاستعدادات للحفلة كانت واسعة أجادت فيها مجموعات شبابيّة الترويج للمناسبة على مواقع التواصل والمقاهي المعروفة في حيّ الكرّادة والمنصور والمولات التجاريّة، وبين صفوف طلبة الجامعات الذين يتوقع أنّهم الفئة الأكبر من جمهور الأمسية الموسيقيّة.
وبرغم التأييد الكبير الذي لاقته مبادرة شمّة ومجيئه إلى بغداد مع انطلاق ماراثون شبابي في شارع أبي نواس السبت الماضي، إلا أن شيئاً من العتب البسيط لاح على صاحب أسطوانات «قصّة حبّ شرقيّة»، و«حصار بغداد» و«رحلة الأرواح»، لجهة أنه «تأخّر في مبادرته التضامنيّة مع بلده وشعبه». هذا ما دفع بعض الناشطين للدفاع عنه، معتبرين أن تهمة «التقصير» تجاه وطنه تعدّ تجنّياً على الرجل، لأنّه كثير التردّد على بغداد. إذ شارك شمّة في افتتاح فعاليّات «بغداد عاصمة الثقافة العربيّة 2013»، وأحيا حفلة بعد أشهر من العام نفسه في مناسبة يوم السلام العالميّ، وهذان الفعلان دلّا على صدق نواياه في ظلّ تحدّيات أمنيّة صعبة ما زالت قائمة. كما لا يمكن لأحد أن ينسى حملات جمع المساعدات التي قام بها خلال حصار العراق ومشاركته في حملات لدعم اللاجئين العراقيين والفلسطينيين والسودانيين. المؤكّد اليوم، وبعد فشل النخبة السياسيّة العراقيّة في أن تكون معبرة عن طموحات العراقيّين، ليس أمام المبدعين إلا المبادرة وقول كلمة وسط الخراب الذي يراد له أن يكون مصيراً محتوماً.

* أمسية نصير شمّة: 19:00 مساء اليوم ــ خشبة «المسرح الوطنيّ» (بغداد ــ العراق).
https://www.facebook.com/ahalna.campaign