إنها الخطوات الأولى التي تأخذ شاعرين بحجم أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي إلى فناء العاصمة الواسع بعيداً عن كروم الصعيد وأغنيات الجنوب. «أنت هتبقى أشهر وأغنى مني، بس أرجو لما يجي اليوم ده، نكون أصدقاء». هكذا أخبر دنقل صديقه الأبنودي أثناء الدراسة الثانوية في قنا.
تلك الجملة ظنّها «الخال» نكتةً في البداية، لكن عندما زار صاحب «أوراق الغرفة 8» في أواخر أيامه في معهد الأورام، بكى بشدة. ظلّ الأبنودي محتفظاً بتلك الجملة في جنباته ولم ينسها.
أمل الشاعر العصامي، ظلّ معتداً بأصوله الجنوبية، يردّد بأريحية أن الجنوبي لا يتهيّب سوى شيئين: قنينة الخمر والآلة الحاسبة. تعرّف الأبنودي للمرة الأولى إلى دنقل خلال مشاجرة. تدخل الأبنودي لإنقاذه حتى صارا أشهر صديقين في المدرسة الثانوية، وخصوصاً في فريق التمثيل.