تونس- حسان طاهري
منذ انطلاقته في حزيران (يونيو) 1964، احتلّ «مهرجان قرطاج» مكانة مرموقة في خريطة التظاهرات الثقافية العربية والعالمية، واحتفظ لسنوات ببريق خاص، كرّس كلّ من يعتلي خشبته نجماً. كل ذلك قبل أن يتراجع مستوى العروض، وتستولي «روتانا» عليه. في تلك الفترة، غلبت الحفلات التجارية على مسرح استقبل نجاة الصغيرة والسيد مكّاوي وداليدا وجايمس براون ... فاكتسحت مغنيات الإثارة الصرح العريق، ما أوقعه في إفلاس ثقافي وماديّ، وأبعد الجمهور عنه. لكن إدارة المهرجان، حاولت في الموسمين الأخيرين، استعادة هالته، فرفعت شعار «الثقافة قبل التجارة». إلا أن ارتفاع أسعار البطاقات، وطغيان العروض النخبوية التي لا تتلاقى مع أذواق الجمهور ـــــ حسب بعض النقاد ـــــ جعلت «قرطاج» يصطدم بعراقيل كثيرة تحول دون نهوضه من جديد. قد يكون هذا السبب هو الذي دفع بالمسرحيّ التونسيّ محمد رجاء فرحات، المدير التنفيذي الجديد للمهرجان، إلى رفع شعار آخر هو «العروض التونسية» لدورة هذا العام التي تنطلق يوم السبت 14 تموز (يوليو) المقبل، وتستمر حتى الخميس 16 آب (أغسطس). إلّا أن فرحات الذي سبق وأدار المهرجان في 1977، 1980 و1981، غيّب العروض المسرحية المحلية عن هذه الدورة. ما أثار حفيظة مخرجين بارزين، لعل أبرزهم المخرج المعروف الفاضل الجعايبي الذي أعرب لـ«الأخبار» عن استيائه من عدم برمجة مسرحيته الأخيرة «خمسون» ضمن الحفلات، على رغم الاحتفاء بها في المهرجانات العربية والعالمية (راجع «الأخبار» عدد 21 آذار) متسائلاً عن سرّ تحوّل اهتمامات فرحات الذي «كان في الثمانينيات من أشد المطالبين بضرورة احتضان المهرجان لتجارب المسرح التونسي».ومن المتوقّع أن يجيب فرحات عن هذه الأسئلة يوم غد، إذ يعقد مؤتمراً صحافياً في العاصمة، للإعلان عن فعاليات الدورة الجديدة التي تنطلق بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث (حوالى 400 ألف دولار أميركي). وسيفتتح فرحات المهرجان بعرض من إخراجه، محوره التراث الموسيقي الشعبي، على أن تخصّص ستون في المئة من الأمسيات للأسماء التونسية. هكذا تحتفل سهرة 25 تموز (يوليو) بذكرى مرور خمسين عاماً على إعلان الجمهورية التونسية. ومن المتوقع أن يشارك في الحفلة كل من المطربة سنيا مبارك، لطفي بوشناق، وصوفية صادق، وشكري بوزيان وآخرين.
وفيما تجري إدارة المهرجان مفاوضات مع لطيفة وأمينة فاخت، وصوفية صادق لتقديم حفلات أخرى، تخصص سهرة الختام لتكريم موسيقيين محليين، فقدتهم الساحة الفنية أخيراً، في مقدمتهم، عازف العود وأستاذ الموسيقى الشهير علي السريتي، والموسيقار عبد الحميد بالعلجية. وبعيداً من تونس، يقدّم الكوميدي المغربي العالمي جاد المالح إلى عشاقه عرضاً في نهاية شهر تموز (يوليو). أما بالنسبة إلى «روتانا»، فستحضر من خلال أربع حفلات، نجومها: نوال الزغبي التي تعود إلى قرطاج بعد غياب ثماني سنوات، شيرين عبد الوهاب، حسين الجسمي وفضل شاكر. وقد اقترحت الشركة أسماء معين شريف، وأمل حجازي، وماجد المهندس، وريان، ورجاء (نجمة «اكس فاكتور») لإحياء القسم الأول من الحفلات. وما زالت المفاوضات مستمرّة لتقديم حفلة خامسة مع إليسا.
أما بالنسبة إلى الأفلام السينمائية، فيندرج ضمن العروض العربية فيلم «الأولى في الغرام» لمنة شلبي وهاني سلامة. وستعقد على هامش المهرجان ندوة عن «الصورة الرقمية وفنون الركح» يومي 6 و7 تموز.
يذكر أخيراً أن فرحات سيعرض بقية التفاصيل يوم الجمعة، على أن تبدأ الحجوزات عبر الموقع الإلكتروني قريباً:
www.festival-carthage.com.tn