
ثمة شعراء تظهر أمزجتهم وشخصياتهم الشعرية تدريجاً. بعض هؤلاء يتنكر لكتابه الأول، بعد مسيرة شعرية طويلة. وأشهرهم أدونيس الذي حذف ديوانه الأول «قالت لي الأرض» من بيبلوغرافيا أعماله الكاملة، ومحمود درويش الذي تبرّأ من مجموعة «عصافير بلا أجنحة».
هناك أمثلة كثيرة عن شعراء شبان طبعوا مجموعة أولى خجولة، ثم أتبعوها بواحدة أفضل، فراحوا يقنعون من حولهم بعدم أخذ «الباكورة» على محمل الجد، وأن يبدأوا بتشغيل العدّاد، ابتداء من الثانية. وهناك شعراء يستمرون في إصدار مجموعات أولى. إنهم ينقلون ضعف تجاربهم وفجاجة نبراتهم من كتاب إلى آخر، ظناً منهم أنهم يتطورون. بالنسبة لهؤلاء، هل نكتفي بحذف مجموعاتهم الأولى فقط؟