القاهرة ــ محمد خير
  • منافسة حامية وصالات تضيق بالإنتاج الجديد


  • انتهت الاستعدادات لموسم الصيف في القاهرة. ثلاثون عملاً جديداً، بعضها ما زال قيد الإنجاز (!) تتسابق على إيرادات حجمها 200 مليون جنيه. «رمضان» بدأ قبل أوانه على الشاشات المصريّة...

    بدأت منافسات صيف القاهرة السينمائي، وبدا واضحاً أنّ أزمة الإنتاج بمعناها «المالي» انفرجت، وأنّ الزيادة الإنتاجية صارت واقعاً تفضحه صراعات الموزّعين على عرض الأفلام في أفضل أوقات السنة. وعلى الرغم من عدم انتهاء عدد لا بأس من المخرجين من تصوير أفلامهم، يتسابق الجميع على برمجة تلك الأفلام في موسم الصيف الذي أصبح أشبه بـ «شهر رمضان سينمائي».
    لم يكن أحد يتخيّل، قبل سنوات، أن يتنافس ما يقارب ثلاثين فيلماً على العرض في موسم الصيف وحده. إلا أنّ كمّ الإنتاج الذي قد يبلغ 60 فيلماً خلال عامين، أوقع صنّاع السينما المصرية في مشكلات لم تكن في الحسبان، أولها دور العرض. مصر التي كانت تملك 500 دار عرض في الخمسينيات، ليس لديها اليوم إلا 400، ما يعني عدم نمو الإيرادات بالقدر نفسه الذي ينمو به الإنتاج. هكذا، فإن الأفلام التي بدأت التنافس في موسم الصيف الحالي، بلغت كلفتها 200 مليون جنيه (35 مليون دولار)، لكنها تتنافس على إيرادات تقل عن ذلك بحوالى 20 إلى 40 مليون جنيه. أما عن عدد الأفلام التي ستعرض فتراوح بين 20 إلى 22 فيلماً، والأفلام التي لن تلحق بالموسم لسبب أو لآخر لن تقل عن 10.
    والمفارقة أنّ أهم الأفلام التي ضمنت العرض في الموسم الصيفي، لم ينته تصويرها بعد. أما تلك التي لن تلحق بالصيف، فمعظمها انتهى تصويره، لكنها لم تجد مكاناً، إما بسبب رفض الموزعين، أو رأفة من المنتجين الذين يفضلون عدم التضحية بها في توقيت خاطئ. الموسم الصيفي الذي بدأ هادئاً، دشّنه فيلمان: الأول هو «45 يوم» لأحمد الفيشاوي تأليف محمد حفظي وإخراج أحمد يسري. والفيلم الذي يحقّق نجاحاً جيداً، يتناول قصة شاب يقتل والديه فيُحوّل إلى مستشفى للأمراض العقلية لتبيان مدى صحته النفسية. أما الشاب، فيبذل كل جهده لإثبات صحّته العقلية، لأنه يريد أن يُعدم. أثنى النقاد على مستوى «الصنعة» السينمائية في الفيلم، وإن اتهمه بعضهم بالتأثر الفادح بالسينما الأميركية. الفيلم الثاني هو «علاقات خاصة» وهو الثالث لمخرجه إيهاب لمعي الذي يعتمد على وجوه جديدة، ويحكي السيناريو تقاطع علاقات ثلاثة شبان بثلاث نساء.
    وبعد أيام من عرض الفيلمين السابقين، نزل إلى الصالات فيلم «عمر وسلمى» للعائد من السجن تامر حسني ومي عز الدين، تأليف أحمد عبد الفتاح وإخراج أكرم فريد. وعلى رغم نجومية تامر، إلا أنه لا أحد يتوقع للفيلم أكثر من أن يسترد كلفته، وهو يتناول قصة شاب عابث يحب فتاة جادة تغيّر شخصيته بالسهولة المعتادة في هذا النوع من الأفلام ذات المستوى المتواضع.
    على أي حال، ما زال الموسم في انتظار دخول الكبار إلى الحلبة الذي لن يكون قبل شهر تموز (يوليو) المقبل، لأنه لا أحد أنهى تصوير فيلمه بعد. عادل إمام يعود للعمل مع ميرفت أمين في فيلم جديد بعنوان «مرجان أحمد مرجان»، لأول مرة منذ 17 عاماً في «واحدة بواحدة». يتناول الفيلم قصّة رجل الأعمال والنائب في البرلمان مرجان الذي يقرّر أن يستكمل تعليمه، فيلتحق بالجامعة، ويزامل أبناءه ويخوض صراعات السياسة الطلابية، لكن بنفوذ مليونير. الفيلم من تأليف يوسف معاطي وإخراج علي إدريس.
    وبخلاف النجم «الكلاسيكي» عادل إمام، فقد دخل حلبة المنافسة ثلاثة نجوم شبان: محمد سعد بفيلمه «كركر»، ومحمد هنيدي بـ«عندليب الدقي»، وأحمد حلمي الذي حقق صعوداً جماهيرياً ينافس بفيلمه «كده رضا». لكنّ المنافسة كوميدية بمجملها، إذ لا يضم الموسم فيلماً من حجم «عمارة يعقوبيان» أو «حليم». بل إن أحمد السقا الذي عود جمهوره على أفلام الأكشن والرومانسية، دخل سباق الكوميديا لأول مرة بفيلمه «تيمور وشفيقة» مع منى زكي، وهو من تأليف تامر حبيب وإخراج خالد مرعي. كما يصر أحمد آدم على «ارتكاب» الكوميديا، بفيلمه «صباحو كدب» للمخرج محمد النجار. وفي الطريق نفسها يسير هاني سلامة الذي ينافس بفيلمه «الأولة في الغرام»، تأليف وحيد حامد وإخراج محمد علي، بينما يقدّم هاني رمزي «ضابط و4 قطط» مع فرقة «فوركاتس» اللبنانية.
    وفي الوقت الذي تأجل فيه عرض فيلم «الشياطين» للمخرج أحمد أبو زيد، فإن فيلم حنان ترك «أحلام حقيقية» للمخرج محمد جمعة وتأليف محمد دياب، سيلحق بالموسم. وهو الفيلم الذي شهد أزمة تحجب حنان قبل انتهاء تصويره، ثم موافقتها على استكمال التصوير من دون حجاب بناء على فتوى دينية.
    اللافت هذا الموسم أنّ دور العرض فتحت ذراعيها لأكبر عدد من أفلام الوجوه الجديدة، كتابة وإخراجاً وتمثيلاً. نجاح المنتج العريق حسين القلا مع «أوقات فراغ» الذي حقّق أرباحاً جيدة العام الماضي، صامداً بممثليه الجدد أمام أفلام كـ«عمارة يعقوبيان»، شكّل دافعاً لمنتجين آخرين لتكرار التجربة. هكذا عاد أبطال «أوقات فراغ» ليقدموا «الماجيك» الذي يدور حول المشكلات اليومية للشباب. كتب الفيلم محمد حسان، وأخرجه محمد مصطفى الذي يخوض هنا تجربته الاحترافية الأولى.
    والتقط المنتج هاني جرجس فوزي الخيط، فأنتج دفعةً واحدة 10 أفلام لوجوه جديدة تمثيلاً وتأليفاً وإخراجاً، لم يلحق منها موسم الصيف سوى «علاقات خاصة» لإيهاب لمعي. بينما تأجلت الأفلام الأخرى، ومنها «توتي فروتي» للمخرج شريف شعبان، و«بلد البنات» التجربة الأولى كسيناريو للزميلة علا الشافعي من إخراج عمرو بيومي. ويؤدي النجم الشاب رامز جلال بطولته الأولى في فيلمه «أحلام الفتى الطائش» للمخرج سامح عبد العزيز وتأليف أحمد عبد الله. بينما يخوض طارق عبد المعطي تجربته الأولى مؤلفاً ومخرجاً في فيلم «عجميستا» بطولة خالد أبو النجا وشريف رمزي وريهام عبد الغفور.
    لكنّ الجميع يترقّب فيلم «البلياتشو» الذي يقوم ببطولته هيثم أحمد زكي ابن النجم الراحل. فالشاب الذي لم يكن التمثيل من طموحاته، أقنعه كثيرون بعد مشاركته والده في فيلم «العندليب» بأن يواصل المسيرة على دروب الفن. وسيكون فيلمه المرتقب (إخراج عماد البهات) إعلاناً عن ولادته الشرعية في عالم التمثيل.