خرج العقد الأخير بمجلات وتجارب لبنانية وعربية شابة، ساهمت في تكريس القصص المصوّرة أو الكومكس كفن مستقل للبالغين. اشتملت هذه الحركة الحديثة على تجارب مصرية مثل الـ«توك توك»، و«الدشمة»، و«سكف كف» المغربية، و«السمندل» اللبنانية، إضافة إلى المهرجانات الخاصة بهذا الفن في المغرب والجزائر وفلسطين ومصر وبيروت.
هكذا، أصبحت هذه المشاريع ملجأ أمام الفنانين لمساءلة واقعهم والتعبير عن هواجسهم السياسية والاجتماعية والبيئية والخيالية الجدية، مسجّلة مرحلة جديدة للكومكس العربي. وفيما تشهد الساحة الفنية المستقلة نهضة حقيقية في هذا المجال على صعيد الجمهور وحركة النشر والخلق الفني، يكاد هذا الفن يغيب عن البرامج التعليمية الأكاديمية في الجامعات اللبنانية والعربية.
«الحاجة إلى جعل هذه المهنة ضمن ركيزة مؤسساتية من خلال تأمين اختصاصات جامعية في هذا المجال»، دفعت مديرة قسم التصميم في «الجامعة اللبنانية الأميركية» ياسمين نشّابة طعّان إلى تنظيم ندوة بعنوان «شرائط مصوّرة عربية» التي تحتضنها الجامعة في مقرّها في بيروت (قريطم) من السادسة حتى الثامنة من مساء اليوم.

دعت طعّان أسماء عربية ولبنانية برزت في فن الكومكس عبر التجارب الفردية والجماعية. تبدأ الندوة بحديث لينا غيبة (مبادرة معتز ورضى الصوّاف للشرائط المصوّرة العربية)، والأكاديمي والفنان جورج خوري (ورشة جاد ــ Jad Workshop)، وزينة باسيل صاحبة تجربة La Furie des Glandeurs، إضافة إلى «شناوي» من مجلة «توك توك» المصرية، وإحدى مؤسسات مجلة «السمندل» اللبنانية لينا مرهج، ومحمد البلاوي ومحمد رحمو من مجلة «سكف كف» المغربية.
الصعوبات التي تواجه هذا الفن عربياً، وأدوات تطويره أكاديمياً، والدور الذي يلعبه في التغيير السياسي والتحايل على الرقابة، والبحث عن الأفكار وطرق الرسم واللغات البصرية، هي بعض الإشكاليات الأساسية التي يتناولها المشاركون في الندوة، إلى جانب الحديث، بشكل خاص، عن المجلات والتجارب التي ساهموا في تأسيسها وعملوا فيها.
هكذا، تشكّل الندوة فرصة للتلاقي بين الطلاب من كل الجامعات اللبنانية، وفنانين في الشرائط المصوّرة ودور مختصة في نشر الكومكس.

«شرائط مصوّرة عربية»: اليوم من السادسة حتى الثامنة مساءً ــ «الجامعة اللبنانية الأميركية» (قريطم ــ بيروت). للاستعلام: 01/786456