strong> فرح داغر
عند السادسة والنصف تقريباً من مساء أول من أمس، قُتل المخرج والمنتج العراقي عدنان إبراهيم (58 عاماً)، طعناً بالسكين أمام مكتبه القريب من حيّ المزرعة الدمشقي. وقد أقدم شخص مجهول على طعن إبراهيم، طعنات عدة، بينما كان يهمّ بدخول مكتبه في ساحة الشهبندر وسط دمشق. وقد بدأت السلطات السورية التحقيق في الجريمة، ولم ترشح معلومات مؤكدة عن هوية القاتل أو الأسباب التي دفعته إلى ارتكاب هذه الجريمة. واستبعدت مصادر مقرّبة من المخرج أن تكون «أسباب سياسية قد أدّت إلى مقتله»، عازيةً ذلك إلى خلافات شخصية واجتماعية. فيما تحدثت قناة «العربية» عن أنّ إبراهيم تلقّى قبل أسبوعين «تهديدات بالقتل من جهات مجهولة».
ولد المخرج العراقي في البصرة، وأكمل دراسته في بغداد. ثم انتقل إلى موسكو ليتخصّص في دراسة السينما وعاد بعدها ليعمل مخرجاً في شركة «أرا» للإنتاج الفني. في التسعينيات، عمل مديراً لمكتب «أم بي سي» في بيروت. انتقل بعدها إلى سوريا ليعمل في الإخراج التلفزيوني هناك، فأنتج مسلسل «ليل السرار» الذي جمعه مع نورمان أسعد. وخلال العمل، جمعتهما قصة حب توجت بالزواج ثم الانفصال عام 2006، ولم يقدما معاً في هذه الفترة سوى مسلسل «رجاها». وكان إبراهيم الذي شغل أخيراً منصب مدير مكتب قناة «الشرقية» العراقية في دمشق، قد سبق له الزواج بالفنانة مها المصري، وله منها ولدان هما طيف وريم. وقبل أشهر تزوج المخرج الراحل ابنة سفير سوري في إحدى الدول الأوروبية، وحرص على التكتم على زواجه الأخير.
أخرج إبراهيم سلسلة «مرايا» لياسر العظمة لسنوات، كما أخرج معظم الأغنيات الوطنية لفنان العرب محمد عبده. وفي الموسمين الرمضانيين الأخيرين، بذل جهداً واضحاً لنفض الغبار عن الدراما العراقية. وقد صور هذه الأعمال (أبرزها «18» و«المواطن G») في دمشق حيث يعيش أكثر من مليون ونصف مليون عراقي. وكان مسلسل «المواطن G» الذي كتبه فلاح شاكر، وعرض في رمضان المنصرم، قد انتقد معضلة الحصول على جوازات السفر الجديدة التي أصدرتها الحكومة العراقية، وحالة اللاستقرار التي يعيشها مواطنوه داخل بلادهم وخارجها، والصراع الطائفي الذي يسفك الدماء يومياً في بغداد. من هنا، ترجّح بعض المصادر في دمشق أن يكون العمل قد أثار حفيظة جهات في بغداد، انتظرت الوقت المناسب لتصفية حساباتها معه. فيما يشير بعض أصدقائه إلى أنه قتل على يد شخص عراقي بسبب مشكلات مالية مع بعض زملائه العراقيين، على حد تعبيره.