من استبشر خيراً بإنتاجات المواسم الماضية، فعليه اليوم أن يعيد النظر. أربعة أفلام مصرية اكتسحت الصالات أخيراً، وباءت جميعها بالفشل. إنها موجة سينمائية جديدة: شرائط تنفّذ على عجل، وتعرض لأسابيع قليلة في دور العرض. ثم تنتظر أن تشتريها إحدى الفضائيات... محمد عبد الرحمن
يوم نزلت أفلام «هي فوضى» و«حين ميسرة» و«الجزيرة» إلى صالات العرض، تفاءل بعض المتابعين للسينما المصرية، بمستقبل أفضل لتلك الصناعة، على اعتبار أن هذه الأفلام قطعت الطريق على المنتجين الراغبين في تقديم أعمال تحضّر على عجل، وتشبه تلك التي عُرفت سابقاً باسم «أفلام المقاولات». غير أن «أفلام المقاولات» عادت «بالجملة» خلال شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس)، لتؤكد أنها مستمرّة بنجاح، وخصوصاً في المواسم الهادئة، البعيدة عن منافسة الأضحى والفطر والصيفوهذه ليست المرة الأولى طبعاً التي تستقبل فيها الصالات سلسلة من الأفلام الضعيفة المستوى. إنما الجديد كان احتلال هذه النوعية من الأعمال، السوق. وذلك، بعدما خصص لها المنتجون ــــ من دون قصد ــــ فترة زمنية طويلة، تفصل بين عيد الأضحى وبداية موسم الصيف. وهذه الظاهرة بدأت تتكرس، بعدما شهدت صناعة السينما تغييرات عدة في المواسم الأخيرة. ومع زيادة الإنتاج وسيطرة الأفلام على المواسم الرئيسية الثلاثة، فتح المجال أمام أفلام «الدرجة الثالثة» لتعرض في الفترة الممتدة بين شباط (فبراير) وأيار (مايو). وهي الأشهر التي لم تكن تستقبل فيلماً واحداً جديداً طيلة السنوات العشر الماضية. وكان الفنان الذي يعرض فيلمه في آذار (مارس) مثلاً، يصرخ قائلاً إنه ليس مسؤولاً عن فشل الفيلم جماهيرياً، في هذا الموسم الميّت.
لكن صنّاع «لحظات أنوثة» و«الغرفة 707» و«شارع 18» و«حسن طيارة» لم يتمكّنوا من التذرّع بالتوقيت السيء لتبرير فشل أعمالهم التي عرضت أخيراً. ذلك أنّها جميعاً تعاني فقراً واضحاً في السيناريو والإخراج والأداء، وطبعاً في الإنتاج. ما مثّل ضمانة لفشلها حتى لو عرضت في مهرجان كان. تأكّد ذلك من الهجوم الشرس الذي شنّه النقاد ضدّ الشرائط الثلاثة، ثم في طريقة تعامل الصحافة مع نجومها أثناء العروض الخاصة... ففي العرض الخاص لفيلم «لحظات أنوثة» مثلاً، غابت علا غانم، و«هربت» جومانة مراد من مواجهة الصحافيين، بينما اختفى المخرج مؤنس الشوربجي فجأةً من القاعة. وهكذا، بقيت أصحاب الوجوه الشابة مثل ميرا وأجفان ومحمد سليمان ومحمد ظاظا، يرددون كلمات الشكر لمن أعطوهم فرصة العمر. هذا عن الأبطال، أما الفيلم، فقد وصفه النقاد بسهرة تلفزيونية مملّة ومكررة، تتناول التجارب المريرة التي تعيشها أربع فتيات مع الجنس الآخر قبل أن تكتب النهاية السعيدة. والمفارقة أن كاتب الفيلم رفض في المؤتمر الصحافي الذي عقد قبل عام تقريباً، الكشف عن تفاصيل القصة، ليتندر عليه الصحافيون لاحقاً، ويقولوا إن الكاتب لم يكن يحمل قصة في الأساس، والدليل أن جمهور العرض الخاص كان يضحك في مشاهد درامية حزينة!.
وبينما حاول شريط «شارع 18» الإفادة من نجاح أفلام التشويق الأخيرة مثل «ملاكي إسكندرية»... أفقدت قلة خبرة المؤلف عمر شامة والمخرج حسام الجوهري، الفيلم الكثير من قوة الفكرة التي تقوم على إيهام رجل أعمال شرير بأن ابنة زوجته قد قتلت، تفادياً لأن يعمد هو إلى قتلها والفوز بالميراث. وقد رأى الناقد محمود عبد الشكور أنّ «أبرز مواطن الضعف في الفيلم تكمن في النَفس القصير لصنّاعه، والفشل في استغلال الفكرة الجيدة لتقديم سيناريو أكثر إتقاناً، وشخصيات أكثر عمقاً، يمكن تذكّرها بعد كلمة النهاية». وأبطال «شارع 18» هم ميس حمدان وأحمد فلوكس ودنيا سمير غانم وعمر حسن يوسف، أمّا المنتج، فهو المخضرم محمد العدل.
وفيلم «حسن طيارة» لخالد النبوي ورزان مغربي، حمل أيضاً بوادر الفشل الجماهيري من اليوم الأول لعرضه. ذلك أنّه طرح في 17 شاشة فقط، وهو رقم هزيل جداً. أضف إلى ذلك تكرار القصة: إنها حكاية «الشاطر حسن» وعلاقة الحبّ التي تجمع بين «سائق الميكروباص» و«ابنة الوزير»، ومحاولة رجل الأعمال الشرير تدمير علاقة الحبيبين، ثم انتصار الخير على الشر، وزواج البطلين. وبعيداً من الشريط الممل، تميز خالد الصاوي من جديد بدور الشرير، وبقي أفضل عناصر الشريط الذي لم يصمد طويلاً في الصالات.
وأخيراً، بقي «الغرفة 707». الدعاية الكبيرة التي حازها العمل، لم تكن كافية لجذب الجمهور، وخصوصاً أن بطليه رولا سعد ومجدي كامل ليسا من نجوم شباك التذاكر. والفيلم الذي قدم «خلطة» تجمع الأكشن مع الرومانسية، لم يحقق في أسبوعه الأول إيرادات تزيد على 40 ألف دولار. والمعروف أن دخل الأسبوع الأول يستحيل أن يزيد في الأسابيع التالية. بالتالي، فإن المتوسط المتوقع لإيرادات هذه الأفلام، لن يزيد على نصف مليون جنيه، أي حوالى 100 ألف دولار. ما يعني أن المنتجين سينتظرون عروض الفضائيات لتعويض خسائرهم الكبيرة. وهذا ما سينطبق على الأرجح على فيلم «بنات وموتوسيكلات» الذي سيُعرض في القاهرة الأربعاء المقبل. وبعدما صُور بسرية تامة تحت اسم مبدئي هو «صحاري»، أطلقت الشركة المنتجة أخيراً بياناً ترويجياً يؤكد أنّ الشريط تعرّض لمشكلات مع الرقابة بسبب وجود مشاهد ساخنة. ثم صدر بيان ثانٍ ينفي ذلك... وكل الهدف هو إثارة ضجة، قد لا يحدثها الشريط!


لماذا غادر أبو عصام «باب الحارة»؟
منار ديب
«باب الحارة 3» سيكون من دون أبي عصام (عباس النوري)، والحلقة الأولى من الجزء الجديد ستشهد جنازة الحكيم. ذلك أن المخرج بسام الملا استبعد هذه الشخصية الشهيرة من رؤيته للعمل. ما أثار دهشة المتابعين للمسلسل، لكون النوري أحد العوامل الرئيسة في النجاح الاستثنائي لـ «باب الحارة». التفسيرات لا تزال متضاربة بشأن هذا الاستبعاد، بعضهم يربطه بأجر النوري، علماً أن أي مفاوضات لم تجرِ بهذا الخصوص، وmbc المنتجة للعمل فوجئت هي الأخرى بهذا الإجراء. لكن الملا يقوم بدور المنتج المنفذ، وقد يكون تصرّف في نطاق صلاحيتهعامل آخر قد يكون له دور، وهو مشاركة عباس النوري في عمل بيئي آخر باسم «أولاد القيمرية» من تأليفه وإخراج سيف الدين سبيعي، وإنتاج «أوربت». علماً أن بسام الملا طلب من ممثليه عدم المشاركة في أعمال أخرى تتناول البيئة الشامية. لكن هذا الأمر لم يكن عائقاً في الموسم الماضي، إذ أدّى النوري بطولة عمل بيئي تاريخي هو «الحصرم الشامي» الذي عرض مشفّراً على قناة «المسلسلات»، وهو مصير متوقع أيضاً لـ «أولاد القيمرية» الذي تنتجه المحطة. إلا إذا عرض على القناة المفتوحة لشبكة «أوربت»، والمتوقع أن تنطلق في أيلول (سبتمبر) أي تزامناً مع انطلاق موسم الدراما الرمضاني.
عباس النوري، وفي أكثر من حوار صحافي ـــــ آخرها مع «الأخبار» ـــــ أعلن عدم تبنيه لمقولات «باب الحارة». هذه المقولات كانت عرضة لهجوم كبير في الصحافة السورية التي رأت أنها مقولات محافظة ورجعية، ورأت أن العمل يقدم صورة غير زمنية مثالية وغير واقعية لدمشق. لذلك، سعى عباس النوري إلى التأكيد على التوثيق التاريخي في عمله الجديد «أولاد القيمرية».
«باب الحارة 2» شهد استبعاد بسام كوسا (الإدعشري)، و«باب الحارة 3» سيكون بلا أبوعصام، ودون عبد الرحمن آل رشي (الزعيم). وبذلك تبدو الساحة خالية لتعزيز حضور أبو شهاب (سامر المصري) الذي بدأ يذوق طعم النجومية بعد سنوات من عمل تلفزيوني كثيف، لم يتّسم باختيارات موفقة دائماً. وها هي نجوميته تتعدى «باب الحارة»، ليؤدّي أدوار أولى في أعمال أخرى مثل «حكم العدالة».