بين حادث اختناق أطفال في مدينة البيضاء الليبية قبل شهر، ومشهد لثلاثة أطفال قتلتهم الغارات المصرية في مدينة درنة الليبية أيضاً، أعيد الى الأذهان سيناريو التضليل الإعلامي الذي انتهجته «الجزيرة» طوال أعوام الأزمة السورية. لغط كبير أثارته المحطة القطرية عندما عرضت أخيراً صوراً لثلاثة أطفال ادّعت أنّهم «قتلوا» جراء الغارات المصرية على أهداف في مدينة درنة في ليبيا أول من أمس.
والى جانب الخبر، عرضت فيديو قصيراً (دقيقة واحدة) لطفلة ادعت المحطة أنّها قضت في مستشفى «الهريش» (في المدينة عينها) بعد فشل محاولة إنقاذها عبر التنفس الاصطناعي. القناة القطرية كانت الوحيدة التي بثّت الشريط والصور ضمن حملتها المناهضة لنظام عبد الفتاح السيسي، فيما أوردت أنّ «الغارات المصرية أدت الى مقتل عشرات الضحايا؛ من ضمنهم أطفال ونساء»، مع التركيز على مواقف «المؤتمر العام الليبي» (داعم للإخوان المسلمين) الذي اعتبر الغارات «عدواناً على السيادة الوطنية». وفي أحد تقاريرها الإخبارية، أول من أمس، لفت مراسل القناة في العاصمة الليبية عمر لاقي الى أنّ الغارات المصرية جاءت بهدف «تغيير التوازنات هناك، وخصوصاً بعد فشل اللواء خليفة حفتر في إحراز أي تقدم حقيقي على الأرض».
عرض صور لأطفال ليبيين
ماتوا في حادثة اختناق ونسبها إلى الغارات المصرية
وظل الضخ الإعلامي والتحريضي ينحو في هذا الاتجاه. وفي برنامج «ما وراء الخبر» الذي حملت حلقته أول من أمس عنوان «حدود رد الفعل المصري في ليبيا وتداعياته»، ركّز المقدم التونسي محمد كريشان على أنّ ضحايا الغارات المصرية هم من الأطفال والنساء. وحرصت القناة القطرية على إثارة المخاوف في الشارع المصري، ولا سيما لدى طرحها سؤالاً استفتائياً في زاوية «شارك برأيك» على موقعها مفاده: «كيف ستتأثر الجالية المصرية في ليبيا بعد الضربات الجوية على درنة؟». وأُرفق السؤال بصورة لخلفية سيارة مدنية محترقة قيل إنّها نتيجة الغارات المصرية، وحولها تجمهر عدد من السكان.
هذه الصور والفيديوات القصيرة المقتطعة أثارت بلبلة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتركزت التعليقات على اتهام «الجزيرة» بفبركة صور «اختناق الأطفال» التي تعود ــ وفق ناشطين ليبيين ــ الى حادثة اختناق تعرض لها هؤلاء قبل شهر بسبب تسرب الغاز في مدينة البيضاء الليبية. وبالعودة الى الأرشيف، وتحديداً الى 4 كانون الثاني (يناير)، نرى أنّ صحيفة «الوسط» الليبية نشرت خبراً عن حادثة اختناق عائلة بوسلطانة المؤلفة من 5 أفراد في مدينة البيضاء. هذه الرواية فنّدها الإعلام المصري، وخصوصاً «المصري اليوم» التي نشرت صور الأطفال ورواية من سمتهم «نشطاء ليبيين» اعتبروا أنها قديمة ومفبركة. وأجرت مواقع إلكترونية مصرية أخرى نوعاً من تشريح للصور، وتبين معها أن الأطفال لم يقضوا جراء غارة جوية بسبب غياب آثار الدماء والغبار والتراب عن ثيابهم. وأوردت هذه المواقع أن جثامين الأطفال سليمة ولم تتعرض لأي بتر، كما يجري عادة في حالات القصف الجوي. ولمحت الى حالة ازرقاق الشفاه التي تثبت نظرية الاختناق... إذاً، يبدو أنّ «الجزيرة» تنتهج مجدداً سياسة الفبركة والتزوير في مشهد يذكّرنا بممارستها خلال الأزمة السورية.

http://www.alwasat.ly/ar/news/libya/55000/

http://www.almasryalyoum.com/news/details/658547

http://www.aljazeera.net/news/arabic/2015/2/17/%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%89-%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85-%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AF%D8%B1%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9

http://www.aljazeera.net/programs/newsreports/2015/2/16/%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%89-%D8%A8%D9%82%D8%B5%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AF%D8%B1%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9