القاهرة | الفضيحة مدويّة يتحدث عنها الجميع إلا الإعلام المصري صحفاً وفضائيات. وإن تحدث، يقف في صفّ المدافع، ويصفها بالمزعومة قبل أن يتأكد من صحتها أو «فبركتها». تلك هي حال وسائل الإعلام المصرية منذ بداية ظهور التسريبات لرئيس الجمهورية الحالي عبد الفتاح السيسي. باتت عادةً يومية أن يتابع المصريون شيئاً عن تسريبات للرئيس عندما كان وزيراً للدفاع، يتحدث فيها إلى ضباطه أو إلى مسؤول في مكتبه أو عن حوار بين هذا المسؤول وشخص ـ يبدو أنه مسؤول آخر ـــ يوجّه تعليمات يريد أن ينفذها بعض الإعلاميين على الفضائيات.
قناة «مكملين» (الأخبار 6/1/2015) المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وتتخذ من تركيا مقراً لها، تعودت في الفترة الأخيرة بث هذه التسريبات. إلا أنّ تسريبات أول من أمس كانت مختلفة بمضمونها وحجمها ووزنها وصداها! إذ دارت بين السيسي أثناء توليه وزارة الدفاع، ومدير مكتبه اللواء عباس كامل، ورئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي. في هذا الاتصال، تحدث السيسي عن الدعم الخليجي لمصر، مشيراً إلى أنّ جزءاً منه دخل في حساب القوات المسلحة، إضافة إلى وصف الدول الخليجية بـ «أنصاف دول».
ركز الاعلام على عمق «العلاقات المصرية الخليجية»!
التسريب الذي أشعل القنوات الخليجية ومواقع التواصل الاجتماعي، مرّ مرور الكرام في مصر وتجاهلته كل الصحف الصادرة صباح أمس، سواء في طبعاتها الأولى أو الثانية، بينما اهتمت المواقع الإخبارية برد رئيس الوزراء إبراهيم محلب. الأخير قال في مداخلة هاتفية مع برنامج «الحياة اليوم» الذي تقدّمه لبنى عسل على فضائية «الحياة» إنّ «القنوات (التابعة للإخوان) بتصرف فلوسها على الفاضي، ومفيش واحد في مصر بيصدق الكلام اللي بيتقال عليهم، ومش هيعرفوا يغيروا حاجة من المشهد لأن الناس عارفاهم ورب ضارة نافعة». المواقع لم تشر لا من قريب لا من بعيد إلى التسريب الأخير، وإن بدأت في نشر أخبار تؤكد على «عمق العلاقات المصرية الخليجية»، وتحديداً الدول التي وردت أسماؤها في التسريب. ونشر موقع «اليوم السابع» خبراً على لسان مصدر سعودي ينفي فيه اسم شخص ورد في التسريبات على أنّه رئيس الديوان الملكي في المملكة العربية السعودية، نافياً بذلك ما جاء في التسريب، بينما نشر موقع «الفجر» خبراً عن مقطع قال إنّه تسريب قديم لأمير قطر السابق حمد بن خليفة، أثناء حديثه مع الرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي. ويحكي بن خليفة عن عدد من الدول مثل مصر والسعودية والأردن، وعن مخطط لإسقاط العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية خلال 12 عاماً. أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فنشبت معركة من نوع خاص بين المؤيدين للسيسي الذين رأوا أنّ التسريبات مفبركة ودافعوا عنه، والموالين للإخوان، الذين دشّنوا هاشتاغ «السيسي يحتقر الخليج». أشعل الأخير تويتر، محتلاً المركز الأول عالمياً لأكثر هاشتاغ تداولاً!