يبدو أنّ نسرين طافش قررت ألّا تلقي بالاً للهجوم الذي شُنّ عليها منذ فترة، ولا إلى الحرب التي تشتعل عليها من أكثر من اتجاه، ولا حتى إلى حجم العداوات التي خلفتها تلك الحرب مع عدد من زملائها. قرّرت النجمة السورية تجاهل ذلك والتركيز على العمل فقط. بعد مشاركتها في مسلسل «حلاوة الروح» (رافي وهبي وشوقي الماجري) الموسم الماضي، وفي الجزء الثاني من «الإخوة» (إخراج سيف الدين السبيعي وحسام الرنتيسي)، عادت إلى دمشق بعد غياب دام سنتين، ووفقت أمام كاميرا المثنى صبح لتؤدي دور البطولة في مسلسله «في ظروف غامضة» (كتابة فادي قوشقجي).
ووقّعت كذلك عقداً مع شركة «غولدن لاين» لتجسيد دور البطولة في المسلسل الشامي «خاتون» (كتابة طلال مارديني). وأخيراً، انتشر خبر يؤكد تعاقد النجمة السورية مع شركتي «سينرجي» و«ماركيز هاوس» المنتجتين للمسلسل المصري «الضاهر» (كتابة تامر عبد المنعم، وإخراج عصام حلمي). يقدم هذا العمل الذي سيعرض في رمضان، قصة مشوّقة تحكي عن يهود مصر، وتضيء على الفرق بين اليهودية والصهيونية، على أن تجسد طافش دور البطولة في مواجهة النجم محمد فؤاد، بمشاركة عدد كبير من النجوم منهم لبنى عبد العزيز، وحسن يوسف، وسمير صبري، وإنعام سالوسة وبيتر سمعان.
هكذا، تكون الممثلة السورية قد وضعت قدمها في «هوليوود الشرق» في أولى بطولاتها في الدراما المصرية. لكن ألا يُعَدّ تجسيد ثلاثة أعمال دفعة واحدة في الموسم نفسه أمراً متسرّعاً ذا نتائج سلبية ربما؟ ترد طافش في حديث هاتفي مع «الأخبار»: «لا أجيد التخطيط لأعمالي، ولم تكن لديّ نية بتقديم ثلاثة أعمال هذا الموسم. لكن صادف أن انتهيت من دور «في ظروف غامضة» باكراً، واتفقت على «خاتون»، على أن يكون هناك تنسيق بينه وبين «الضاهر». وبالنسبة إلى العمل في مصر، فأنا أتلقى عروضاً للمشاركة هناك منذ ستة أعوام، لكنني كنت أعتذر إما لعدم اقتناعي بالدور، أو لضيق الوقت، حتى قيل لي إنّ ما أعتذر عنه أكثر بكثير مما أقدمه.
تجسد شخصية
فتاة يهودية في المسلسل المصري
طبعاً، يأتي ذلك من باب الحرص على تقديم عمل ناجح وجديد يكون بمثابة تجربة جديدة تعلّمني. ومن حسن الحظ أنّ الشخصيات الثلاث اللواتي أقدمها في المسلسلات الثلاثة تختلف جذرياً عن بعضها».
وعن إجادتها اللهجة المصرية وحكم الجمهور عليها لكونها ستؤدي دور فتاة يهودية، بالنظر إلى الخلط الكبير بين اليهودية كدين، وبين الصهيونية كسياسة وإيديولوجيا استعمارية، أجابت: «الأمر رهن بمزاج الجمهور ورأيه. ولا يمكن أحداً أن يتكهّن بما يفكر فيه الجمهور. إذا أصبت وتمكنت من إيصال حقيقة الشخصية وطبيعتها، سيكون أمراً رائعاً وخطوة جيدة. وإذا لم أصب، أكون قد نلت نصيب المجتهد لأن العمل يبقى علينا والتوفيق على الله». تقول الممثلة السورية جملها على عجل لأنها كانت تهمّ بتوضيب حقائبها من أجل السفر إلى مصر، على أن تبدأ التصوير في 15 شباط (فبراير) المقبل. لكن قبل أن تنهي حديثها، تخبرنا عن خصوصية دورها في مسلسل «في ظروف غامضة»، فتقول: «أختبر مشاعر جديدة كلياً في هذا الدور، كفقدان عائلة بأكملها في حادث ملتبس وضبابي المعالم. دارين التي أجسدها، تنقلب حياتها رأساً على عقب، عندما تفقد أسرتها بطريقة غير متوقعة. تنعكس هذه الأحداث على شخصيتها، وتحمل الكثير من المفاجآت خلال رحلة بحثها عن الأسباب». ولا تنسى أن تضيف شيئاً عن دمشق وحالها: «الشام جميلة رغم كل شيء. بعد عودتي (كانت مقيمة في دبي) وجدت الدفء والترحاب، والاحتضان، سواء من الأحباء، أو الأصدقاء، أو زملاء الوسط الفني الذين أمضيت معهم أجمل الأوقات. وحتى الناس الذين كنت ألتقيهم في الأماكن العامة، كنت أسمع منهم كلمة اشتقنا لك طوال الوقت».