لم يكن يعرف النجم السوري غسان مسعود بأن اعتذاره عن عدم حضوره التكريم الذي يقيمه له «مهرجان الفيلم المتوّج» الذي يقام ضمن «تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015» سيجر عليه حملة شائعات مغرضة، ربما بدأت بشكل غير مقصود وعن حسن نية، لكنها سرعان ما تحوّلت إلى تجارة رابحة آخر همّها الأخلاق المهنية والمصداقية والذوق العام.
فبعد أن أولى نجم «حلاوة الروح» إلى أحد أفراد أسرته مهمة توجيه رسالة إلكتروينة إلى المسؤولين في المهرجان يبلغهم تحياته، ويتمنى عليهم قبول اعتذاره بسبب ظرف صحي عراض وخفيف، تداولت المواقع الالكترونية شائعة تدهور وضعه الصحي ووصوله إلى مرحلة حرجة ساهم موقع تلفزيون «العربية» في الترويج للخبر الكاذب، فأبدى النجم العالمي أسفه لهذا الخبر وكذّبه بشكل قطعي وشرح لنا حقيقة الموقف (الأخبار 19/12/2015). لكن ذلك لم ينه الأمر عند هذا الحد، إذ أصرّت حفنة من الصحافيين عديمي المهنية التشبث بنعيبهم الكاذب، رغم لفت نظرهم مراراً إلى الخبر الحقيقي! ثم سرعان ما كبرت كرة الثلج وتحول الخبر صباح الأمس إلى نعوة كاذبة للفنان السوري، لتجد الكذبة طريقها نحو تلفزيونات تجافي المهنية (نقل تلفزيون «الآن» خبر وفاة الفنان السوري) ومواقع إلكترونية مغمورة، وصفحات السوشيال ميديا العشوائية، التي تعاملت مع الخبر كمادة إعلانية تجلب المزيد من القراء. هكذا حصد الخبر المغلوط والمسيء مئات آلاف الإعجابات على مواقع عدة، وانتشر مثل النار في الهشيم ليرتد بشكل سلبي على عائلة النجم المعروف التي شعر أفرادها بخوف وقلق شديدين لدى تداول الخبر بهذه الكثافة، ولم تتوقف الاتصالات مع النجم المعروف منذ الصباح الباكر حتى تواصله معنا خلال زيارته إلى دمشق، إذ قال: «وصلت الأمور إلى درجة كبيرة من الوقاحة، ليتهم يتذكرون أن لي أهلاً وليس فقط أصدقاء ومحبين، من المعيب أن تصل الأمور إلى هذا المستوى المتدني من انعدام المصداقية والأمانة. أنا بخير وأتمنى أن تمرّ إجازة الأعياد بفرح وراحة بال على شعوبنا المقهورة»