لعل الحدث الذي يميز 2014 بالنسبة إلى القطاع الثقافي الجزائري، هو إنهاء مهمات خليدة تومي بعدما عمّرت في وزارة الثقافة لـ 12 سنة. هكذا خلفتها السينمائية والمنتجة نادية لعبيدي التي يعوّل عليها لإحداث الفرق. وربما أفضل ما تحقق أيضاً هو نص المرسوم الخاص «بتغطية الضمان الاجتماعي للفنانين والمؤلفين». «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» لعام 2015، هو أكبر تحد يعترض طريق الوزيرة الجديدة.
ها هي تسابق الزمن لإنهاء المشاريع التي انطلقت قبل أكثر من سنة ولم تستكمل بعد.
سينمائياً، شهد 2014 صدور الكثير من الأفلام التي نالت نصيبها من الجوائز في المحافل العربية والدولية، منها «فاطمة نسومر» لبلقاسم حجاج، و«الوهراني» لإلياس سالم، و«البئر» للطفي بوشوشي، و«راني ميت» لياسين محمد بن الحاج. كما شهدت السنة عودة عراب السينما الجزائرية وصاحب السعفة الذهبية عن «وقائع سنين الجمر» محمد لخضر حمينة بفيلمه «غروب الظلال». وأفرجت الوزارة عن شريط «سنوات الإشهار» لعثمان عريوات، بعدما بقي محجوزاً لديها بحجة احتوائه على مشاهد تنتقد السلطة. ورفضت سحب فيلم «الوهراني» لإلياس سالم بعد موجة الانتقاد التي طاولته لأنّه «يشوّه صورة المجاهدين ويظهرهم بصورة غير لائقة». كما رفعت نادية لعبيدي يدها عن فيلم «سنوات الإشهار» لعثمان عريوات، موضحة أن النسخة ستعرض كما هي من دون حذف. في المقابل، أوقفت أعمالاً أخرى مثل شريط «الأمير عبد القادر»، و«العربي بن مهيدي»، و«عمليات مايو».
حل عام 2014، ولم تتغير حالة الكتاب في الجزائر. الناشرون لا يزالون يأملون بوصول كتبهم إلى المكتبات العربية والأجنبية، وزيادة السحب والتوزيع، ما يؤدي إلى خفض الأسعار وتسهيل وصول القارئ إلى الكتاب. أعمال جديدة قدِّمت هذه السنة منها رواية «حب في خريف مائل» لسمير قسيمي، و«هذيان نواقيس القيامة» لمحمد جعفر، ورواية «الملكة» لأمين الزاوي التي نفدت نسخها في الأيام الأولى لـ «معرض الجزائر للكتاب». أما الكاتبة أحلام مستغانمي، فاختارت أن تقدم روايتها «عليك اللهفة» بعيداً من «معرض الجزائر الدولي للكتاب».
غيبت 2014 العديد من الوجوه في الساحة الثقافية الجزائرية يتقدمهم عميد ومدير المسرح الجزائري محمد بن قطاف الذي قدم للخشبة العديد من الأعمال من بينها «العيطة»، و«حسناء وحسان»، و«موقف إجباري». كذلك خطف الموت المطربة نورة صاحبة «يا ناس أماهو»، و«فاطمة الزهراء باجي». وعرف الجمهور الفنانة الجزائرية في بداياتها من خلال أغنيتي «قال المنفي»، و«هو هو». ودعنا بعدها شريفة التي تربعت على عرش الأغنية القبائلية من خلال «أبقاو على خير أي آقبو» و«أيا زرزور»، و«أزواو» التي أعاد غناءها المطرب إيدير. غادرنا أيضاً رائد الأغنية السطايفية سمير بلخير، الشهير بـ «سمير سطايفي»، صاحب «الكحلة والبيضة». حميد لوراري المعروف باسم «قاسي تيزي وزو» رحل أيضاً بعدما ترك بصمته على الساحة الفنية من خلال اسكتشاته الفكاهية في التلفزيون والإذاعة وأعماله في المسرح والسينما. ودع الجزائريون أيضاً الرسام والخطاط محمد بوزيد الذي خط وسام الجمهورية عام 1963، ويعد عميد الفنانين التشكيليين.