بعدما استهلكت الدراما الشامية إلى الحد الأقصى وظهرت عشرات الأعمال المتشابهة في ملامحها العامة والمتنافسة في رداءتها، قررّ باسم ياخور الدخول على خط هذا النمط الذي حقق الكثير من الجماهيرية والقليل من القيمة الفنية. وقد باشر النجم السوري أول من أمس تصوير أول مشاهده في مسلسل «خاتون» (تأليف طلال مارديني وإخراج تامر اسحق إنتاج «غولدن لاين») في دمشق، على أن يكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل.
حول دخوله ميدان الدراما الشامية، يقول ياخور لـ «الأخبار» إنّ هذا الأمر يأتي «من باب التجربة، والقصة التي قرأتها على الورق توحي بأنّها «حدوتة» لطيفة، قد يكون لديّ عليها بعض الملاحظات لكنها في الشكل العام قصة شيقة تندرج ضمن إطار النمط الشامي وتشبه في تفصيلاتها غالبية الأعمال الشامية التي سبق أن شاهدناها. لذا هي تجربة شعرت أنّها تستحق الخوض فيها، خاصة أنّني قدمت تجارب عدة مع المخرج، وسررت بتكرار تعاملي معه، وأتمنى أن تكون النتائج طيبة ونحقق في صدى إيجابياً».
لكن هل تتقصّد العودة إلى سوريا بين الحين والآخر والتعامل مع الدراما التي تصنع في الشام رغم أنّ ظروف الإنتاج والأجر في الخارج أفضل بأشواط منها في الداخل؟ يجيب: « بالطبع أتقصّد هذا الأمر من دون النظر إلى شروط جانبية. آخر مرّة تواجدت فيها في الدراما التي تصّور في دمشق، كانت في الموسم قبل الماضي عندما قدّمت جزءاً جديداً من مسلسل «بقعة ضوء10». وبرأي أننا كممثلين يجب أن نكون على تواصل مع الشركات السورية التي تعمل في ظروف صعبة جداً. من الضروري تواجدنا هنا لنسهم في صمود الدراما داخلياً». ويضيف نجم «ضيعة ضايعة» أنّ اشتياقه للبلد والحالة الروحية التي تمنحها له دمشق، يعيدانه دوماً إليها ويشكلان سبباً وجيهاً ورئيساً لعمله داخل «عاصمة الأمويين».
أما عن دوره في «خاتون»، فيجيب: «أجسّد شخصية عكّاش وهو رجل متمرّد على قوانين الحارة في حيّ العمارة الدمشقي. يترك الحيّ بسبب الظلم الذي يتعرض له أهله، وهذا ما يخلق داخله حقداً شديداً على زعامات الحي، ولن يتمكن من نسيان هذا الحقد، حتى يتحول إلى قاطع طريق وزعيم مجموعة من المشلّحين. هكذا، يسكن في مغارة جبلية، ويبدأ مشوار الانتقام من أهل حيّه من خلال فرض أتاوات عليهم وسرقة قوافل تجارتهم في حال رفضوا الانصياع له. هذا ما يجعله ضمن حالة صراع طويل معهم، رغم وجود زوجته وابنه في الحي، لكنّه تخلّى عن الجميع وطالب بولده فقط. ورغم كل هذا الشرّ الظاهري، إلا أنّه شخص طيّب في العمق، تأتي سلوكياته كرد فعل على الظلم».
المعطيات التي يسردها لنا ياخور سرعان ما تعيد إلى أذهاننا شخصيّة «نصّار ابن عريبي» التي لعبها النجم بسّام كوسا في مسلسل «الخوالي» (1995 لأحمد حامد وبسّام الملا)، وقد أعيدت صياغتها وتقليدها في أكثر من مسلسل شامي. كذلك، لعب جمال سليمان شخصية حملت اسم عكّاش، وسارت ضمن هذه المعطيات في مسلسل «الثريّا» (1998 لنهاد سيريس وهيثم حقي).
إذاً لا يعدنا العمل الشامي وشخصيته المحورية بشيء جديد إلا ما يمكن أن يضيفه باسم ياخور على صعيد أدائه المختلف للشخصية، وهو ما اعتاده الجمهور من هذا النجم المرموق.