محمد عبد الرحمنعندما انطلق «مهرجان دبي السينمائي» قبل ستّ سنوات، علت صرخة رئيس «مهرجان القاهرة» وقتها شريف الشوباشي الذي شكا الهروب الجماعي لنجوم السينما المصرية، إلى الخليج. كان ذلك قبل أن يظهر «مهرجان الشرق الأوسط» في أبو ظبي ثمّ «مهرجان الدوحة».
وربّما كانت صرخة الشوباشي في مكانها. إذ إنّ مشاركة نجوم مصر في «مهرجان القاهرة» كانت خجولة. حتى أولئك الذي كانوا يشاركون في حفلة الافتتاح، نادراً ما كانوا يظهرون في الكواليس بعد ذلك. لكن الذنب لم يكن ذنب الممثلين فحسب، فالإدارة في تلك الفترة كانت تهتمّ بالنجوم الأجانب دون تأمين الرعاية الكافية للباقين.
مع وصول عزت أبو عوف إلى إدارة المهرجان قبل أربع سنوات، بدأت الأحوال تتغيّر. وراح بعض النجوم يشاركون في حفلتَي الافتتاح والختام على سجادة حمراء حقيقية تحاصرها الكاميرات من كل الجهات. وتزامن ذلك مع إقرار اتفاق ودي مع مهرجانَي «دبي» و«مراكش» لعدم تنظيم الاحتفاليات السينمائية في توقيت متزامن. في وقت بدا أن مهرجانات الخليج، وخصوصاً دبي، لم تعد تستقطب النجوم المصريين كما في السابق.
لكن ما إن هدأت المنافسة بين القاهرة والخليج، حتى ظهرت مشكلة جديدة. إذ تردّد مطوّلاً أن غياب الأفلام المصرية عن المشاركة في «مهرجان القاهرة» يُعزى إلى رغبة صنّاع هذه الأفلام بالمشاركة في المهرجانات الخليجية حيث الحفاوة الكاملة. حفاوة تتمثّل في دعوة كل نجوم الفيلم على نفقة المهرجان الخليجي. كما أن الحصول على جائزة هناك، أمر محسوم بسبب سهولة المنافسة مقارنة بما يحصل في القاهرة.
رفض أسامة فوزي مشاركة فيلمه «بالألوان الطبيعية» في المهرجان
وقد تأكدت هذه النظرية عندما امتنع مخرج فيلم «بالألوان الطبيعية» أسامة فوزي، عن المشاركة في «مهرجان القاهرة» الذي ينطلق اليوم ويستمرّ عشرة أيام (راجع المقال أدناه). وقبل أن يتأكّد عرض فيلم «عصافير النيل» في المهرجان المصري، تردّد أنّه سيشارك في «مهرجان دبي». هكذا، صارت رغبة المشاركة في أي مهرجان خليجي، أشبه بتهمة يجب نفيها سريعاً.
ثم جاءت المعركة الكلامية بين المخرج المخضرم محمد خان والناقد سمير فريد لتؤكد حجم الخلاف بين السينمائيين المصريين حول المشاركة في المهرجانات الخليجية. وقد هاجم خان على مدوّنته الشخصية سمير فريد لكن من دون ذكر اسمه. وجاء الهجوم بعدما شكك فريد في قيمة الدورة الأخيرة من «مهرجان الشرق الأوسط» التي شارك فيها خان عضواً في لجنة التحكيم. واتهم المخرج المصري، فريد بأنه مستاء بسبب إقالته بعد تغيير إدارة المهرجان. وسرعان ما ردّ فريد معلناً أنه هو الذي استقال. وحتى الساعة، لا يزال الجدل حول التعامل مع المهرجانات الخليجية مستمراً وفقاً للمصالح والأهواء من دون النظر إلى المهرجان المصري الأول الذي يبتعد عاماً بعد عام عن الصورة التي رسمها له مؤسسوه قبل 33 عاماً.