رداً على مقال سامي رستم «أعيدوا إلينا أرشيف فيروز الدمشقي!» (عدد 23 ك2/ يناير 2010 ـــ ص 17)، وردنا من مدير الإذاعة السورية نبيل شنّار الردّ التالييعرف «الفيروزيون ــــ المتابعون» أنّ الإذاعة السورية بكل أقسامها لا تقتصر على إذاعة أغاني فيروز وأعمال الرحابنة. ولو كلَّف كاتب المقال نفسه، وتابع «إذاعة دمشق»، و«صوت الشعب»، و«صوت الشباب»، لبضعة أيام فقط، لاستمع إلى أغان لا يسمعها إلا من الإذاعة السورية مثل «ذاكر يا ترى»، و«يسعد صباحك يا حلو»، و«ضفاف بردى»، و«سمراء مها»، و«أنت يامّي زهرة»، و«راضية»، و«عتاب»، و«من كل قلبي»، و«درب الحبيب»، و«زار في سكون الليل»، و«اسكتش زرياب» وغيرها من أعمال الرحابنة العبقرية.
وفي كل أقسام الإذاعة، تحتل فيروز في الصباح مركز الصدارة بكل جدارة (برنامج «مرحباً يا صباح»، و«معكم على الهواء»، و«البث المباشر»، و«صباحك شباب»)، إضافة إلى فترات منوعات خاصة بأغاني فيروز في «إذاعة دمشق» يومياً لحوالى نصف ساعة. عدا ساعة أسبوعية مسائية مكرّسة للأعمال المسرحية والحفلات والاسكتشات الرحبانية والفيروزية.
رقمنة أرشيف السيدة فيروز تحتل الأولوية في الإذاعة السورية
وعندما اعترض بعض المستمعين قائلين «إنكم تقدمون لنا فيروز مشكورين في كل الفترات والبرامج الصباحية وغيرها، فلماذا خصصتم لها ساعة مسائية؟» (كل يوم جمعة 8.15 مساءً)، كان ردنا أن لفيروز مسائياتها البديعة، كما لها صباحياتها المشرقة! ولا يمكن الإذاعة أن تغفل إذاعة مثل هذه الكنوز (جرى هذا الحوار في فترة «معكم على الهواء» يوم الخميس 31 / 12/ 2009 صباحاً ــــ وما زال مسجلاً!). فكيف يسمح الأستاذ سامي رستم لنفسه أن يعتبر أن «إذاعة دمشق» لا تحرك ساكناً أمام الساعات الكثيرة التي تمتلكها من أرشيف السيدة فيروز القديم؟
أما اتهامه «بأن تلك الكنوز يملكها من لا يعرف قيمتها»، فهو اتهام أقل ما يقال فيه «إنه جارح وظالم ومجاف للحقيقة»، لأننا نتابع منذ أكثر من أربع سنوات ـــ وعلى أعلى المستويات في وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ــــ مشروع أتمتة ورقمنة مكتبتي الأشرطة في الإذاعة والتلفزيون، وأن مشروع رقمنة أرشيف السيدة فيروز يحتل الأولوية في الإذاعة السورية.
وبالمناسبة، فأرشيف الإذاعة السورية هو بحق من أغنى المكتبات الموسيقية والغنائية والحوارية في الإذاعات العربية. وهو محفوظ بطريقة نظامية وتجري عملية تحديثه على قدم وساق، وقد تم الانتهاء من رقمنة الجزء الأعظم منه. علماً بأن إعادة نسخ الأرشيف تجري بأحدث التقنيات، وهي أجهزة وتقنيات مستخدمة في العديد من الإذاعات الأوروبية. ومفيد أن نشير إلى أن عدداً من الإذاعات الأوروبية بدأت بأتمتة ونسخ أرشيفها في الفترة نفسها التي بدأت بها «إذاعة دمشق» هذه العملية. لكنه أرشيف ضخم يحتاج إلى ورشة عمل ضخمة. والمكلفون بهذا العمل مستمرون به. ونحن ندأب للانتهاء من هذا العمل في أقرب وقت.
وكن على ثقة أيها الأستاذ العزيز أنّ السيدة فيروز، عندما قالت «دمشق ليست عاصمة ثقافية لهذا العام فقط، بل ستبقى قدوة الفن والثقافة والأصالة لأجيال»، لا شك في أنها كانت تعني المؤسسات الحاضنة للفن والثقافة والأصالة، وعلى رأسها الإذاعة السورية.
وفيروز الكبيرة في كل شيء لم تتظلم يوماً من تعامل الإذاعة السورية مع أرشيفها القديم والحديث، لا بل كانت المبادرة إلى إرسال برقية تهنئة عندما أحيت الإذاعة السورية عيد تأسيسها لأول مرة في تاريخها الحديث وكان ذلك عام 1991.
ختاماً لا بد من التذكير بأن تحديث أرشيف إذاعة دمشق (الفني والثقافي والسياسي) وأرشيف التلفزيون هو مشروع وطني كبير يحتاج إلى تضافر جهود جميع المؤسسات المعنية، والدعم ولو معنوياً من المثقفين والفنانين والإعلاميين، لا إلى توجيه سهام الاتهام الطائشة أو الصائبة أو الخائبة!
نبيل شنّار