بقيت برامج المحطات السورية فقيرةً تعتمد على أفكار حفظها الجمهور عن ظهر قلب. وها هي «الدنيا» تقلب المشهد وتُقدّم عملاً يمدّ الدراما بوجوه جديدة وتتجاوز ميزانيته 250 ألف دولار
وسام كنعان
لم تُضِف البرامج التي أنتجتها المحطّات السورية الخاصة، أي جديد عما كان ينتجه التلفزيون الرسمي سابقاً. إذ ظلت الدورة البرامجية لهذه المحطّات فقيرةً، اعتمدت على أفكار مكررة حفظها المشاهد عن ظهر قلب. لكن يبدو أنّ تلفزيون «الدنيا» قرر قلب المعادلة وإجراء تغييرات على صعيد إنتاج البرامج. هكذا ستنطلق مطلع شهر شباط (فبراير) أولى حلقات «الممثل». هنا، سيُختار الأكثر موهبةً بين المتقدمين على يد لجنة تحكيم تتألف من نجوم الدراما السورية وهم سامر عمران وقصي خولي ويارا صبري ثم يخضع هؤلاء لتصويت الجمهور.
وسيحضّر كل متسابق مشهداً مسرحيّاً يقدّمه خلال الاختبار، وهي الطريقة نفسها المعتمدة في اختبارات القبول في معهد التمثيل واختبارات منح العضوية في نقابة الفنانين. لكن في برنامج «الممثل»، سيكون الرابح الأول على موعد مع النجومية، كونه سيؤدي دور البطولة في مسلسل تلفزيوني، تنتجه «شركة سوريا الدولية» التي يملكها المساهم الأكبر في تلفزيون «الدنيا» ورجل الأعمال السوري محمد حمشو. على أن يُعرض المسلسل على الشاشات العربية في رمضان المقبل.
هكذا، سيستمر عرض البرنامج أسبوعياً لثلاثة شهور اعتباراً من مطلع شباط (فبراير)، ليسجّل أعلى ميزانية بالنسبة إلى البرامج السورية. إذ أكدت مصادر من داخل تلفزيون «الدنيا» لـ«الأخبار» أن ميزانية العمل ستتجاوز 250 ألف دولار

سيؤدي الرابح دور البطولة في مسلسل يُعرض على الشاشات العربية في رمضان

أميركي... بينما سيترافق البرنامج مع حملة إعلانية وترويجية ضخمة. وبالطبع، ستأتي عائدات المحطة من حجم الاتصالات التي يتوقع القائمون على البرنامج أن تكون كبيرة. ويأمل صنّاع البرنامج أن تمتد شهرة «الممثل» خارج الحدود السوريّة ويحقق حضوراً على المستوى العربي، معوّلين في ذلك على صيت الدراما السورية ونجومية أعضاء لجنة التحكيم.
من جهة أخرى، ترددت المحطة طويلاً في اختيار اسم مقدم البرنامج الذي تعول عليه كثيراً، إلا أنها رست أخيراً على الإعلامية الشابة رنا الصوا التي حققت حضوراً مميزاً على شاشة تلفزيون «المشرق» قبل إغلاق مكاتبه في دمشق. وسيتولّى علي ديوب مهمة الإخراج.
واللافت أن محطة mtv اللبنانية كان قد سبقت تلفزيون «الدنيا» في صناعة برنامج مشابه حمل اسم «كلو تمثيل» عُرض في التسعينيات وقدّمته الإعلامية هيام أبو شديد. لكن البرنامج اللبناني لم يحقّق ذلك الحضور الكبير أو الإقبال الجماهيري الواسع، فيما تبدو المؤشرات إيجابية بالنسبة إلى تلفزيون «الدنيا»: ما إن بدأت القناة بعرض إعلاناتها المكثفة للبرنامج حتى صار حلم النجومية الشغل الشاغل بالنسبة إلى شريحة كبيرة من الشباب السوري الذي يجد في التمثيل المهنة الأكثر جاذبية....
إذاً، أعدّت «الدنيا» العدة جيداً لقفزة برامجية نوعية مع «الممثل»، مراهنةً على صيت الدراما السورية وعلى الترويج الجيد للمحطة التي ما زالت حتى الآن تحاول إثبات ذاتها في سوق الفضاء العربي.