محمد عبد الرحمنبعدما نجحت في استقطاب الملايين من محبي كرة القدم في الوطن العربي بقرارها الشهير الذي قضى ببث مباريات مصر وتونس والجزائر من دون تشفير خلال كأس الأمم الأفريقية، ها هي «الجزيرة الرياضية» تدخل اليوم الخميس الاختبار الأصعب على الإطلاق. إذ إنّها الشاشة الوحيدة التي ستعرض المباراة التي ستجمع مساء اليوم مصر والجزائر، وسيتأهل الفائز منهما إلى نهائي البطولة الأفريقية المقامة حالياً في أنغولا. اللقاء غير المنتظر بين «الفراعنة» و«محاربي الصحراء» جاء ليطرح تساؤلات عن قدرة القناة القطرية على التزام الحياد خلال تغطية المواجهة الأولى بين منتخبي البلدين بعد واقعة الخرطوم التي دخلت التاريخ السياسي والرياضي العربي من أسوأ الأبواب.
كانت «الجزيرة الرياضية» قد عرضت أربع مباريات للمنتخب المصري انتهت جميعها بالفوز، وثلاث مباريات للجزائر أهمها المواجهة الأخيرة مع ساحل العاج، وثلاث مباريات لتونس التي ودعت خلالها البطولة من دون أيّ انتصار. وخلال تغطية هذه المباريات كلّها، كان واضحاً من أداء القناة أنّها حاولت تحقيق التوازن في التحليل من جهة، وفي المساندة المعنوية للفرق العربية من جهة أخرى، وخصوصاً من خلال مقدم الاستديو التحليلي هشام الخلصي. حتى أنّ الكثير من المصريين لم يصدّقوا أنّ هشام الخلصي هو تونسي الجنسية، وخصوصاً بعدما رفض هذا الأخير الانحياز إلى تصريحات مواطنه طارق دياب التي أكد سابقاً أنّ هناك شعوباً عربية تحزن لفوز المصريين في ساحات كرة القدم. وعكَسَ الخلصي سياسة القناة في المباريات العربية كلها من خلال تكرار أمنياته بفوز الفريق العربي. هكذا، بعد كل مباراة كان يفوز بها الطرف العربي، كانت «الجزيرة الرياضية» تبث أغنية وطنية لمدة دقيقتين على الأقل. وما إن تأكدت مجدداً المواجهة بين مصر والجزائر، حتى أعلن الخلصي على الهواء مباشرة بعد مباراة «الفراعنة» مع

مباراة «الفراعنة» و«محاربي الصحراء» ستُعرض بثلاث لهجات: جزائرية ومصرية وتونسية

الكاميرون، أن القناة ستلتزم الحياد في التغطية وستمنح كل جانب حقه. وعلى الفور، أُعلن عن تولي ثلاثة معلّقين مهمة التعليق على المباراة اليوم وعدم الاكتفاء بإلقاء المهمة على كاهل التونسي الشهير عصام الشوالي كمعلق محايد. بل يمكن المصريين الآن الاستماع إلى تعليق علي محمد علي، فيما ستخصّص قناة ثالثة للمعلق الجزائري حفيظ دراجي. أي إنّ الجمهور العربي سيتابع مباراة واحدة بثلاث لهجات وكأن الأفضل في المستقبل هو البحث عن معلقين يجيدون اللغة العربية الفصحى تحسّباً لمواجهات مماثلة! وسيرافق مراسل من القناة كلاً من المنتخَبين الموجودين حالياً في مدينة بانغيلا الأنغولية، لمتابعة كل التفاصيل. كما يتوافر مراسلون كثر للقناة بين القاهرة والجزائر لنقل انطباعات الشارع الكروي هنا وهناك قبل المباراة وبعدها. مباراة يتمنّى الجميع أن تنتهي بسلام ولا تزيد من الهوة المتسعة أساساً بين الشعبين الشقيقين.